top of page
Photo du rédacteurAA

” نزوة قابيل” : للأديبة والشاعرة والقاصة والروائية اليمنية الدكتورة بلقيس أحمد الكبسي

صدر مؤخراً الطبعة الأولى من رواية “نزوة قابيل”، للأديبة والشاعرة والقاصة والروائية اليمنية الدكتورة بلقيس أحمد الكبسي، رغم ظهورها مبكراً في الساحة الأدبية والثقافية ككاتبة إلا أنها لازالت في بداية أوج العطاء الثقافي والابداعي، ولم تتوقف عن الكتابة والمشاركة في الأمسيات والندوات والحلقات الأدبية والثقافية. بلقيس الكبسي شاعرة وكاتبة مخضرمة وهي امرأة قوية فولاذية، عصامية، مهندمة، أنيقة المظهر، شفافة الروح، قارئة مميزة، مثقفة من طراز رفيع، وتملك حسًا وطنيًا عاليًا. ولدت بلقيس الكبسي في صنعاء، وحصلت على شهادة البكالوريوس في اللغة العربية في موضوع التربية من كلية الآداب جامعة صنعاء واشتغلت كمعلمة حصلت على الماجستير والدكتوراة من جامعة الرباط في المملكة المغربية، تكتب القصة والشعر والنثر، ونشرت كتاباتها في العديد من الصحف والمجلات الادبية والثقافية المحلية والعربية. صدر للمؤلفة: -(حكاية كل ليلة) مجموعة قصصية طبعتين أولى وثانية 2010-2011م -حاصلة على جائزة رئيس الجمهورية للشباب 2009م. -(عندما حل المساء أطفا شمعة) مجموعة قصصية -حاصلة على جائزة الدكتور / عبد العزيز المقالح2012. -(أزمة قدوة) نص مسرحي حائز على جائزة رئيس الجمهورية للشباب 2010م. -(همس الورد لأشواك القبيلة) مجموعة قصصية حائزة على جائزة صنعاء للثقافة والفنون 2012م. -(ثلج احمر ) مجموعة شعرية 2014. -(نبضات شاردة) مجموعة قصصية قصيرة 2014م. تحت الطبع: -مجال الرواية: حُب وَرَاءِ الحَرب – لَيلَّةٌ عِيد -النيل الأبيض – رائحة القرنفل. -مجال الشعر: آيات الوله. -أوبريت: أرض اليمن واحدة-ى وحدة وطن ألفة قلوب. -مجال القصة: زاده أنثى – قناديل الضحى. -مجال المسرح: الحافلة – السمسار – الملقى. -المقالات الثقافية والصحفية: مجموعة مقالات صحفية ثقافية صحفية متنوعة. وفي مجال الشعر: ما يميز نصوص بلقيس الكبسي الشعرية والنثرية نزعتها الإنسانية الوجدانية، وهي مشحونة بعاطفة حزينة قوية وصادقة، مغموسة بالوجدان، ثائرة على الظلم، متمردة على الطغيان تعشق الوطن وتحب السلام، موسومة بطابع الوصف العام، والطبيعة في شعرها تتحول إلى لوحات فنية تتجسد فيها ملامح الجمال الناطق، ويتحول الغزل في شعرها وكتاباتها إلى لواعج قلبية تجسد مايمور في الأعماق من أحاسيس، وتنطق مايعتمل في النفس من انفعالات جياشة، وهكذا مع بقية موضوعاتها وأغراضها الشعرية وقصائدها، مغلفة بألفاظ قوية فصيحة وتراكيب جملية لغوية تتسم بالقوة والجزالة، والاستعارات والايحاءات، والصور الشعرية الخلّابة. ولنقرأ هذا النموذج من شعرها، حيث تقول: محزونةٌ.. يَا لَيل منْ أينَ يَأتِينيِ الحَنِينْ..؟ والنبض يَسْبَحُ عِطرَهُ فِي دَميِّ وَسُكُونَهُ وَشِجُونَهُ وَعِنَاقهُ وَجنُونَه يُهَدهِدُ وَحْدَتِّي هَامِساً فِي مَسْمَعيِّ فأصِيخُ لآَهَاتِ المَسَاءَ تَعْزفُ تَوتُرهَا المُبيِن يَا لَيل منْ أينَ يَأتِينيِ الحَنِينْ..؟

وفي قصصها وأشعارها ورواياتها، تكتب عن الوطن، وحنينها إليه بأسلوب أدبي شعري غاية في الروعة والجمال والرقة، فتقول: مُعذّبون هم المُتحابّونَ في وطني مثقلون بالعذابات والفقد فيا حروفَ الحب أرشديني؟ ويا أبجديات العشقِ أغيثيني؟ كيف أُصيغُكِ حباً أبدّياً لوطني؟ كيف أُحِيكُكِ حُلّةً من سلامٍ يرتديه؟ كيف أُطرِّزُكِ إكليلاً من وئامٍ يتقَلّدُه؟ كيف أُكَلّلُهُ بأوسمةِ العشقِ والصفاء؟ كيف أُخمِدُ أنفاس الحربِ وفاءً لما عَلّمَني؟ وطني يا وجعي ويا مُعلّمي الأولَ كيف لي أن أراكَ تَحترِق ولا تَستعر بقلبي كُلُّ الحَرائق..؟

بلقيس الكبسي قيمة وقامة أديبة لها دورها الفاعل وحضورها الساطع واسهامها المتواصل في المشهد الثقافي والأدبي اليمني والعربي وبالذات في دولة المغرب حيث تقيم حالياً..

ونعود هنا إلى روايتها “نزوة قابيل” التي صدرت حديثاً عن دار الأمان -4 زنقة املامونية – الرباط – المغرب تصميم الغلاف: ثريا الكبسي.

وحين قرأت روايتها لأول مرة لم تكن  فقط مجرد قراءة عابرة لقد سافرت معها وغصت في أعماق أحداثها وحواراتها وأخذتني العزة بالقول بأن هذه الرواية جوهرة أدبية نادرة لما امتاز به محتواها بداية بالأسم والفكرة وتدرجاً بالموضوع والأحداث وختاماً بالنهاية البديعة تناولت الرواية ثلاثة أعمدة رئيسية في بنائها وأحداثها اعتمدت عليها بشكل أساس وهما الحب والحرب والوطن حيث استطاعت الكاتبة أن تصور لنا فعلاً الصراع بين الحب والحرب ومأسآة وطن بأسلوب روائي حديث وفني فريد وقد انتهجت في كتابتها مساراً ومنهجاً حداثياً خاص وبالذات في كتابة روايتها ” نزوة قابيل ” وهو عنوان تم انتقائه بعناية فائقة بحيث يجسد المعنى الحقيقي لمحتوى الرواية والذي يتجسد في إظهار معنى الظلم الذي ارتكب منذ الخليقة وإلى يومنا هذا ومن قبل الرجل بمفهوم عام.. وفي الجانب الفني للرواية نستطيع أن نقول بأن الكاتبة بلقيس الكبسي استطاعت أن تطوع أحداث الحرب من مشهد الدمار والقصف إلى مواقف عاطفية نادرة الحدوث رغم المعاناة والحزن التي جسدتها أحداث وشخوص الرواية والتي أرى شخصياً بأنها قد بالغت كثيراً في الحزن وجعلت من الحزن واللون الأسود الطاغي بروازاً لروايتها لكن ذلك لم يؤثر حقيقةً في جمال وإبداع الرواية بشكل عام.. كذلك استطاعت الكاتبة بلقيس الكبسي أن تطوع المصطلحات اللغوية العربية المعروفة المتداولة بالفصحى والتي توضح أفكار وحقائق بأقوال معينة وثابته متداولة لدى الجميع كالأمثلة والحكمة إلى مصطلحات خاصة بها وبأفكارها حيث جعلت منها جمل خاصة بأسلوبها الفريد أضفى للعمل رونق خاص ومميز وبمفهوم جديد لتلك المصطلحات والأقوال المعروفة لدى الجميع من أصحاب اللغة لتحقق لها بذلك بصمة خاصة بها وتسجل فعلاً باسمها.. رواية ” نزوة قابيل” حقاً جوهرة أدبية فريدة ونادرة تستحق الإشادة والثناء.

بقلم/ سامي أحمد الغشم…

0 vue0 commentaire

Comments


bottom of page