متى نستفيق من غفلة التقليد من اجل اعادة بناء الحضارة؟
تصنف الدول العربية من ضمن دول العالم الثالث وقد صنفت حسب الجانب الاقتصادي , السياسي , الصناعي , والاجتماعي فهي لم تنافس بقية دول العالم في الصناعة والتقدم الحضاري والتطور في هذه الجوانب وهذا يعني حتما أننا في سبات وخمول فكري .
لا يهم من وضع هذا التصنيف رغم أنه السبب الرئيسي في ذلك بقدر مايهم بواقعية هذا الأمر في مجتمعاتنا العربية في الوقت الحالي والأهم من ذلك كيفية مواجهة هذه الكارثة .
في الواقع ليس بالغريب أن نكون من دول العالم الثالث فنحن لم نستطع الحفاظ والتمسك بأثمن مالدينا وهو الإسلام فكيف نحافظ على الحضارة والتاريخ الباهر بالعلم.
انتشرت الخلافات بين مجتمعاتنا بشكل غير مقبول وهذا يشكل خطر على أنفسنا , فمن المفترض أن الخلافات في الآراء تساعد على إيجاد أفضل الحلول وبالتالي المساعدة في التطوير , لكن الواقع خلاف ذلك فالخلافات سببت كراهيات وتفكك في المجتمع .
لماذا كل هذه المشاكل هل هي ناتجة عن خلل في التربية ؟أم مشاكل في فهم الشخصية وعدم مراعاة مسؤولية كل شخص تجاه مجتمعه ؟ أم بسبب أناس اهتمو بمصالحهم الشخصية ونسوا الأمة و مستقبلها ؟
كل هذه الأسباب أتت عندما بدأ الاستعمار الغربي ليطمس لنا هذه الحضارة , لن أتكلم عن حضارتنا الإسلامية وعن جرائم الاستعمار التي محتها عن آخرها فقد سطرت أقلام الكتاب والمؤرخين الكثير من المقالات والكتب لكن للأسف هذا لم يجدي ولم ينفع لتتحرك الشعوب وينطلق عالم التفكير مرة أخرى نحو التقدم والنجاح
سواء كان تاريخنا باهر مليء بالنجاحات أو لم يكن فالمسؤولية تقع على كل شخص بالمساهمة في الرقي والتطور , فعلينا التحرر بفكرنا إلى الإبداع والطموحات والأهداف الكبيرة التي تهم الأمة الاسلامية بأكملها و البعد عن التبعية المطلقة العمياء , اتباعك لمن هو أعلم منك ليس خطأ لكن الخطأ أن تستمر طيلة حياتك في تبعية دون أن تفكر أنت بنفسك و تطرح آرائك , نحتاج فقط لصنع عقل واع للتحليل والتدقيق و التحقق من صحة كل ما نسمعه ونقرأه سواء من عالم أو من أي شخص آخر وهذا ليس تشكيك في العلماء بل لتجعل من نفسك إنسان واعي يخدم مجتمعه في المستقبل بل ولتكون أنت العالم .
الكثير منا يضع اللوم على الغرب عندما سرق وحرق وهدم هذه الحضارة هم بالفعل فعلوا ذلك لكن هذا لا يعطي أي تبرير لأن نكون في سبات وخمول نقف مكتوفي الأيدي متفرجين ليس لنا أي دور أو تأثير في التقدم وجودنا وعدمنا واحد .
يجب ألا تكون أهدافنا لمصالحنا الشخصية فقط فالدراسة وكسب العلم من أجل الحصول على وظيفة مرموقة والحصول على المال لضمان حياة سعيدة , هذه الحياة ليست سعيدة بتاتا مادامت هذه أهداف أغلب أفراد المجتمع فهذه الأهداف أهداف بسيطة صغيرة فلابد أن يكون هدفك أكبر من هذا بكثير , ضع بصمتك أيا كان مجالك فإذا لم تأتي بأي شيء جديد و لا أي إضافة تخدم المجتمع فأنت ليس سوى شخص كان عبء على مجتمعه ساهم في استمرارية هذا السبات .
وعند فقد أي شخص فقد فقدنا عقلا بشريا ذو قدرات هائلة لكن دون أي استفادة فهو حقق أهدافه الصغيرة وربما حتى هذه الصغيرة لم يفعل منها شيء ورحل .
إذا تقدمنا مرة أخرى و بناء الحضارة من جديد ليست فقط مسؤولية مؤسسة أو منظمة أو دولة بل هي مسؤولية تقع على عاتق كل فرد , فاحرص على تقديم مالديك من قدرة كامنة في عقلك وتحرر من كل القيود الوهمية من حولك مثل عدم استطاعتك أو عدم وجود الدعم أو التشجيع فكل هذه ماهي إلا تحديات يجب عليك اجتيازها وابتكار حلول لها للوصول للهدف فلا تتوقف بسبب أناس أهملوا مستقبل أمتهم و تخلوا عن إنسانيتهم ونسوا مسؤولياتهم .
كم هو عالم جميل عندما يصبح الإبتكار والإبداع و الثقافة والفكر العميق هي العادة والجهل وسطحية التفكير هو الخارج عن المالوف.
ابو نعمة نسيب – كريتيبا- البرازيل
コメント