شاهد: هنا دفن زين العابدين بن علي… من رئيس حكم تونس 23 عاماً إلى وفاة في المنفى
شاهد: هنا دفن زين العابدين بن علي… من رئيس حكم تونس 23 عاماً إلى وفاة في المنفى
ووري جثمان الرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي الثرى في المدينة المنورة غرب السعودية السبت، بحسب ما أفاد شهود عيان لوكالة فرانس برس، بعد يومين من وفاته في المملكة عن عمر ناهز 83 عاما. وقال الشهود إن بن علي ووري في مقبرة البقيع قرب المسجد النبوي، وهي أقدم مقبرة إسلامية في المدينة المنورة منذ عهد النبي محمد، ودفن فيها، بحسب روايات تاريخية، أفراد كثيرون من عائلة النبي والصحابة.
وكانت عائلة بن علي الذي أسقطه الشارع في 14 يناير 2011 وكان يعيش في المنفى في المملكة العربية السعودية، أعلنت أنه سيتمّ تشييع جثمانه السبت في المدينة المنوّرة.
وكتب صهر الرئيس كريم الغربي الذي يعيش أيضا في السعودية في منشور على تطبيق “انستغرام”، السبت “اليوم سيتم تشييع جثمان الرئيس الراحل زين العابدين بن علي وذلك بعد صلاة العصر في المدينة المنورة وسيوارى الثرى في البقاع المقدسة”. وكان صهره وهو مغني راب، أوضح في وقت سابق أنّ بن علي “لم يوص بدفنه في تونس”.
وتوفي زين العابدين بن علي الخميس عن عمر ناهز 83 عاما. وكان حكم تونس بقبضة حديد على مدى 23 عاما قبل أن يهرب إلى السعودية في أعقاب انتفاضة شعبية ألهمت شعوباً أخرى في المنطقة، ثم يغرق في النسيان.وغاب خبر الوفاة عن العناوين الرئيسية للإعلام التونسي المنشغل بنتائج الانتخابات الرئاسية والتحضير لانتخابات تشريعية في السادس من تشرين الأول/أكتوبر. كما غاب خبر وفاته ودفنه عن وسائل الإعلام السعودية.
ووفق إعلان صغير نشر في صحيفة “لابرس” الحكومية التونسية الناطقة بالفرنسية، سيتلقى قسم من أسرته التعازي الأحد في ضاحية سيدي بوسعيد الراقية بشمال العاصمة.
زين العابدين بن علي.. من رئيس حكم تونس 23 عاماً إلى وفاة في المنفىحكم زين العابدين بن علي تونس لمدة 23 عاماً قبل أن يجبر على التنحي في يناير/كانون الثاني من العام 2011 بعد الانتفاضة الشعبية، التي لم تكن البلاد قد شهدت مثيلاً لها من عقدين على الأقل.
ورغم أن البعض يحيل لحكم بن علي مرحلة من الازدهار الاقتصادي التي مّرت تونس فيها، انقلب التونسيون عليه، في نهاية المطاف، بسبب قمع الحريات، والفساد السياسي، والإمساك بالحكم بقبضة من حديد.
بعد خروجه من السلطة بستة أشهر فقط، حكم القضاء عليه وعلى زوجته، غيابياً، بالسجن لمدّة 35 عاماً في قضايا فساد.
السيرة الذاتيةولد بن علي في أسرة متواضعة بالقرب من مدينة حمّام سوسة في العام 1936، وتابع تحصيله المهني في فرنسا والولايات المتحدة الأميركية، ثم عاد إلى البلاد وشغل مناصب عدّة.
تدرج في المناصب الإدارية، وتولى رئاسة “الأمن العسكري” (المخابرات العسكرية) في وزارة الدفاع من 1964 الى 1974، بحسب سيرته الذاتية الرسمية التي نشرت في 2010.
وفي بداية الثمانينيات شغل منصب السفير التونسي لدى وارسو وكان قبل ذلك تنقل في مسؤوليات عدة بوزارة الداخلية من مدير عام للأمن الوطني، إلى كاتب دولة للأمن الوطني، ثم وزير للأمن الوطني، إلى وزير للداخلية.
أصبح بن علي رئيساً للوزراء التونسيين في العام 1987، قبل وقت قصير من “انقلابه الطبي” على حبيب بورقيبة (1956-1987)، الذي أُعلن آنذاك أنه غير قادر على الحكم بسبب مرضه.
وبعد خروج بورقيبة من أروقة الحكم، أصبح بن علي الرئيس التونسي في السابع من تشرين الثاني/نوفمبر من العام نفسه.
في مقابلة مع محطة تلفزيونية فرنسية في 1988 قال بن علي، إن ما قام به “كانت عملية إنقاذ وطني”، مضيفا “كان عليَّ أن أعيد دولة القانون (…) كان الرئيس مريضا ومحيطه كان صاحب تأثير سيء”.
في بحثه عن السلطة، لجأ بن علي إلى المادة السابعة والخمسين من دستور تونس 1959، لعزل بورقيبة، واعتمد على تقرير وقعه 7 أطباء، أفاد بأن بورقيبةغير أن بن علي سرعان ما أرسى نظاما سلطوياً وقمعياً، واتهم محيطه بالفساد واستغلال النفوذ. في الانتخابات التي تمّت في العام 1989 و1994، فاز بن علي من دون مواجه سياسي حقيقي، بناء على وعود قدّمها، بالعبور بالبلاد إلى “الدولة الديمقراطية”.
في العام 1999، فاز بن علي أيضاً في الانتخابات الرئاسية وبعد ذلك تم تعديل الدستور مرتين بغية بقائه في الحكم، وفاز في الانتخابات الأخيرة في العام 2009 بعد أن حصد أصوات أقل من 90 بالمئة من الناخبين بقليل.
Comentarios