top of page
Photo du rédacteurAA

سري للغاية: وثيقة توضح رعب وخوف النظام الجزائري من الحراك



تعيش الجزائر، منذ يوم 22 فبراير الماضي، على وقع مظاهرات جماهيرية حاشدة عمت كل ربوع البلد، وهي الاحتجاجات التي تعتبر الأكبر من نوعها منذ حراك العروش في يونيو 2000.

انطلقت المسيرات عندما أعلن مكتب بوتفليقة نية هذا الأخير الترشح لولاية خامسة، وهو ما أثار غضب الشباب الجزائري وأفاض كأس الصبر الذي طالما امتلأ على مدى عقود. لقد جاءت مفاجئة للجميع لكنها لم تأت معزولة، بل جاءت في سياق تصاعد نضالات شعبية أخرى حيث عرفت 2018 نهوضا نضاليا واسعا من أبرز محطاته إضراب الأطباء المقيمين والإضرابات في قطاع التعليم وانتفاضات شعبية قوية في بشار وورقلة، جنوب الجزائر…

وثيقة توضح رعب وخوف النظام الجزائري من الحراك


رعب النظام

لقد أخذت المظاهرات النظام على حين غرة. فبعدما كان يعتقد أن الأمور تحت السيطرة وأن “الأمن مستتب”، وهو ما يظهر في الغطرسة الكبيرة التي يتعامل بها مع المطالب الشعبية وكل أشكال المعارضة، جاءت هذه الحركة التي لم يكن يتوقعها كما لم يكن يتوقع قوتها، فقلبت كل حساباته.

ورطة العصابة الحاكمة تتمثل في أنهم لا يمتلكون هامشا كبيرا للمناورة. إذ لم تعد لديهم تلك المليارات من الدولارات التي كانت لديهم سابقا لكي يقدموا بعض التنازلات المالية للمحتجين، خاصة مع الانخفاض الكبير لأسعار البترول والغاز وحجم التبذير والفساد المستشري في الدولة.

كما أن اسطواناتهم المشروخة حول الشرعية التاريخية، شرعية الثورة الجزائرية والكفاح ضد الاستعمار، لم تعد تطرب أحدا، فالجميع يعلم أنهم مجرد عصابة صادرت حقوق الشعب الجزائري وتنهب البلد وحولتها لضيعة للشركات الإمبريالية، الفرنسية والأمريكية وغيرها، أي نفس الجرائم التي قامت الثورة الجزائرية للقضاء عليها.

ثم إن الابتزاز الإجرامي الذي يمارسونه ضد الشعب بـ “الخنوع مقابل الأمن”، عبر التلويح في كل مرة بفزاعة “السنوات الحمراء”، لم يعد يجدهم نفعا، خاصة مع شباب لم يعرفوا في حياتهم من إرهاب سوى إرهاب الدولة. نعم قد يلجؤون إلى تحريك بعض العمليات الإرهابية، هنا أو هناك، أو على الأقل السماح بنجاحها، في حالة ما تواصلت الاحتجاجات وصارت تهدد النظام. لكن من المستبعد جدا أن تغامر الطبقة السائدة بالعودة إلى سنوات الحرب الأهلية، بعدما أحرقت أصابعها خلالها وتضررت مصالحها بشدة خلالها.

وهم الآن أمام مأزق حقيقي، فتراجعهم أمام المطالب الشعبية سيظهرهم عاجزين وسيزيد ثقة الجماهير بقوتها وسيرفع سقف المطالب بحيث سيتداخل المطلب السياسي بالمطالب الاقتصادية. كما أن تعنتهم يهدد بزيادة غضب الجماهير واتساع رقعة الاحتجاجات بين فئات أخرى ومناطق أخرى، وسيزيد في تعميق الشرخ الموجود في القمة. في الحرب، كما في لعبة الشطرنج، قد تأتي مرحلة يكون فيها التراجع والهجوم كلاهما سببا في الهزيمة، وقد وصلت العصابة الحاكمة في الجزائر إلى هذا الوضع.

0 vue0 commentaire

Comments


bottom of page