رسالة إلى عميل المخابرات الجزائرية سعيد بنسديرة… التاريخ لا يرحم.. ويسخر ويهزأ
رسالة إلى عميل المخابرات الجزائرية سعيد بنسديرة… التاريخ لا يرحم.. ويسخر ويهزأ
حقائق التاريخ تملك قوة الثبات وتفرض نفسها كأمر واقع متجدد يَذكُر للناس أقوالهم وأفعالهم، ويُذكر بها كما هي، يقاس على ذلك أن لكل شخص بضاعته بالتمام والكمال.
“عبد المجيد تبون هو من قتل القايد صالح…” تصريح سعيد بنسديرة
لم يعد يخف على أحد من يكون سعيد بن سديرة، فقد أصبح الجميع مطلعا على تاريخه الأسود وطبيعة علاقاته القذرة بالمخابرات الجزائرية، وأن لا علاقة لا من قريب ولا من بعيد بالإعلام أو الصحافة.
بن سديرة بوق النظام الذي لا يتوقف عن النباح عبر وسائل المنصات التواصلية، ولا يمل من الشتم والتهديد لأناس لا تربطه بهم أي علاقة، ومنهم من لم يلتقيه ولو مرة في حياته، فيتعرض لأعراض النساء ويقذف الرجال في نسبهم على الرغم من أنه أوسخ شخص، لم يكن يوما صحافيا، بل هو مجرد مخبر لدى المخابرات الجزائرية بدرجة “وسيط في البغاء” يكتب تقارير عن زملائه، فهو لم يتحصل على أي شهادة جامعية تؤهله للعمل كصحافي، لأنه كان يفضل الليالي الحمراء مع كبرانات “الدياراس” (دائرة الاستعلام والأمن).
ومن الجرائم التي ارتكبها في حق الجزائر، والمحكوم عليه فيها رسميا من أجلها، هي التهجم على مسكن الغير ومحاولة ارتكاب جريمة اغتصاب، لكن العدالة الجزائرية لم تستطع تنفيذ الحكم وقتها، لأنه كان تحت حماية الكابرانات، وهذا الحكم لم يسقط مثلما هي أحكام أخرى صدرت في حقه، والتي كان آخرها ابتزاز رجل أعمال.
وبعد أن كثرت جرائم بن سديرة في الجزائر، التي كانت تتم بتحريض من المخابرات، كثرت الأحكام في حق سعيد بن سديرة، اضطر إلى الهروب نحو إحدى الدول الخليجية، خصوصا بعد تحجيم سيطرة المخابرات عقب وصول بوتفليقة إلى سدة الحكم، فلم يجد طريقا إلى القوادة والوساطة في البغاء.
وفي مقامه بالخليج، اكتشفه أحد ضباط المخابرات البريطانية داخل إحدى الحانات، وبدأ يشغله للتجسس على بعض الشيوخ. فبن سديرة قدّم نفسه على أنه “سديري”، وتعود أصوله إلى شبه الجزيرة العربية. وهذا الاشتقاق الاسمي المزور خدمه كثيرا؛ لكنه سيفشل مرة أخرى في هذه المهمة، مع عقوبة أقسى من الطرد وهي المنع من الدخول إلى أي بلد خليجي. لا تنتهي مكائد هذا المخبر الأسود، فقد أقنع الضابط البريطاني المشرف عليه بأن بإمكانه أن يكون مفيدا في عملية اختراق المعارضة الإسلامية في لندن.
وطالب على إثر ذلك باللجوء السياسي الذي تحصل عليه، على الرغم من أن هذا السديري المزعوم لم يمارس أي عمل سياسي من قبل يعرضه للأذى أو الاضطهاد في الجزائر؛ بل هو من كان يؤذي الجزائريين ! ويبقى حصوله على اللجوء السياسي من الأمور التي يجب وضع ألف خط تحتها، فكيف لمن يُسبح صباح مساء بحمد الكابرانات أن يكون لاجئا سياسيا؟
وفي فيديو حديث للناشط الجزائري الشهير الملقب بـ”أمير ديزاد”، كشف الأخير تسريبات صوتية للعميل بن سديرة تكشف حجم رخصه ونذالته وطبيعة العلاقات التي تجمعه بمسؤولين كبار بالمخابرات الجزائرية لاستهداف معارضي نظام الكابرانات وكيف أنه مستعد حتى لبيع شرفه وشرف زوجته التي قدمها قربانا للمخابرات الجزائرية حتى يثبت ولائه ويكسب رضاهم.
هناك من يقرأ التاريخ ويستوعب دروسه ودلالاته، وهناك من يقرأ التاريخ ولا يستوعبه، وهناك من لا يقرأ التاريخ أساساً، لأنه يرى أن التاريخ يبدأ منه وينتهي به.
Comments