top of page
Photo du rédacteurAA

جائحة فيروس كورونا / الجزائر: جوع كلبك يتبعك من (الياغورت إلى السميد). تقرير جريدة الفايننشال تايمز



جوع كلبك يتبعك ( من الياغورت إلى السميد). تقرير جريدة الفايننشال تايمز اللندنية.

تقرير جريدة الفايننشال تايمز اللندنية عن استغلال العصابة لأزمة جائحة فيروس كورونا للإنتقام من المناضلين. اتهمت جماعات مدنية السلطات الجزائرية بإستغلال تفشّي فيروس كورونا لقمع المعارضين، الذين كانوا في طليعة الاحتجاجات الجماهيرية المناهضة للنظام منذ أكثر من عام. وعلى سبيل المثال، أشارت جماعات حقوق الإنسان إلى أن السلطات الجزائرية مددت سجن أحد زعماء المعارضة، واعتقلت صحافياً بارزاً واستدعت العشرات من الناشطين لاستجوابهم، على الرغم من تعليق “الحراك” الشعبي للمظاهرات الأسبوعية تقريباً حيث مُنع الناس من التجمع خوفاً من التعرض للفيروس. ونقلت صحيفة “فايننشال تايمز” عن محمد بن شمسي، الباحث في شؤون شمال أفريقيا في منظمة هيومن رايتس ووتش” قوله إن السلطات الجزائرية تستغل تركيز اهتمام المجتمع الدولي بفيروس كورونا لقمع المعارضة. وقد شهدت الجزائر احتجاجات ضخمة منذ فبراير/ شباط 2019، حيث خرج مئات الآلاف من الجزائريين إلى الشوارع مرتين على الأقل في الأسبوع للمطالبة برحيل النظام المدعوم من الجيش. واستعرضت الصحيفة عدة قضايا تؤكد على الاتهامات الموجه للحكومة الجزائرية، حيث تم إحالة كريم طابو، المعرض البارز المسجون، الأسبوع الماضي، أمام القاضي ليواجه محاكمة مفاجئة قبل يوم واحد من موعد الإفراج عنه، وقد حٌكم عليه بالسجن لمدة عام واحد، مما يعني أنه سيقضي ستة أشهر أخرى على الأقل خلف القضبان، ولم يكن هو ولا محاموه على علم بالمثول أمام المحكمة مسبقاً، وتتعلق الاتهامات بالتحريض على العنف والإضرار بالأمن القومي والإشارة لدور الجيش في السياسة. واعتقلت السلطات الصحافي خالد درارني ، الذي غطى الاحتجاجات بشكل مكثف، بتهم مماثلة قبل أسبوع، وقالت دايخة الدريدي، إن اعتقال زميلها درارني جاء بسبب رفضه التوقف عن تغطية الاحتجاجات أو الاشارة إليها على أنها ثورة، مشيرة إلى أن اعتقاله هو جزء من حملة أكبر ضد المعارضة. وقالت اللجنة الوطنية لتحرير المعتقلين، وهي منظمة مجتمع مدني في الجزائر، إن عشرات النشطاء في مختلف أنحاء البلاد قد تم استدعاؤهم للمثول في مخافر الشرطة في الأيام الأخيرة. وبعد انتشار وباء فيروس كورونا في الجزائر، دعت شخصيات بارزة من المعارضة، بما في ذلك درارني، إلى تعليق المظاهرات المناهضة للحكومة حرصاً على سلامة المتظاهرين، ولكن الحكومة على ما يبدو تريد استغلال الوضع من أجل إسكات النقاد، الذين عبروا عن سخطهم في العام الماضي، وقال بن شمسي إن الحكومة تواصل تصفية الحسابات السياسية مع الخصوم، واضاف:” فيروس كورونا يقوم الآن بامتصاص الأوكسجين الإعلامي، وهناك اعتقاد داخل النظام أن كل يفعله سيكون تحت الرادار”.



جوع كلبك يتبعك


لمن لا يعرف كيف يمارس نظام مافيا جنرالات الكوكايين المستبدّ الفاشل أسلوبه ، فهي التعامل مع شعبه من باب ” جوّع كلبك يتبعك “. بتجويعه وتخويفه ومعاقبته حتى يعيده كلما تجرّأ على المطالبة بالعدالة و الحرية و الديمقراطية، إلى حظيرة الذلّ والطّاعة. ونحن نتكلّم عن بلد الجزائر، غنيّ بثورته وتراثه، وشعبه العظيم الذي ضحّى بكل ما يملك من أجل حريّته وكرامته.


كل من يأتي إلى سدّة الحكم و يُنتخب من طرف مافيا جنرالات الكوكايين، لا يبحث سوى عن مصالحه الشخصية أو كيف يحافظ على الأقل، على تلك الامتيازات التي تُمنح له بمجرّد وصوله وتعيينه في المنصب أو الوظيفة، وليذهب الجميع إلى الجحيم. لسنا هنا لإثارة البلبلة وزرع الفتن، كما يحلو لبعض الرّموز ترويجه، ولكنّها الحقيقة المؤلمة.

“سياستهم واضحة “، كما تعوّدنا سماعها من من سبقهم، حتى صارت هذه العبارة مدعاة للسّخرية والتهكّم. و” جوّع كلبك يتبعك ” المثل القديم الرّائج صار جزءا من هذا الواقع اللّئيم، والذي لا يريد أن يعترف به الإعلاميون من الأبواق التي ألفت التطبيل والتصفيق ليل نهار. ولا يريد أن يُقرّه الأدباء والشعراء وغيرهم من مثقّفو السّلطة الذين سقطوا في فخ الجوائز الرّخيصة. ولا يتجرأ كهنة النظام على معارضته، والذين لا يستطيعون تجاوز الخطب التي تُملى عليهم بكرة وأصيلا ولو بكلمة حقٍّ واحدة.


هذا المثل “جوع كلبك يتبعك” له أصل في كلام العرب.

لكل مثل قصة تعبر عنه ، ومناسبة لوقت حدوثه على عكس الحكمة التي تقال في أي وقت ، وليس من الضروري أن تكون لها قصة هذا المثل له أصل في كلام العرب، وكان يروى “اجع كلبك”، وأول من قال هذا المثل أحد ملوك حمير، حيث كان عنيفا على أهل مملكته، يغتصب أموالهم ويسلب ما في أيديهم فأخبره الكنهة أن أهل المملكة سوف يقتلونه ولكنه كان لا يحفل بذلك.

وفي مرة من المرات سمعت زوجته تضرعهم وشكواهم ، فقالت له : إن لأرحم هؤلاء القوم لما يلقون من الجهد ، ونحن نعيش في هناء ورغد ، وأنت لا تبالي بهم وبفقرهم ، وأنا أخشى عليك منهم ، أن يصيروا في يومًا سباعاً بعد أن كانوا لنا أتباعاً .

فرد عليها قائلًا : جوع كلبك يتبعك ، ومن يومها صارت مثلًا ، ولبث على حاله زماناً ، ثم حارب بقومه ، ولما انتصروا وغنموا ، لم يعطيهم شيئًا ؛ فلما خرجوا من عنده قالوا لأخيه ، وهو أميرهم : أنت ترى ما نحن فيه من الجهد والفقر ، ونحن نكره خروج الملك من داركم إلى دار غيركم ، وأخوك قد بغي علينا ، وظلم ؛ فساعدنا على قتله ، وسنجلسك مكانه .

وكان قد عرف بظلم أخيه ، وبغيه واعتداءه على أهل حمير ، فأجابهم إلى ذلك ، فوثبوا على الملك وقتلوه ، فمر به عامر بن جذيمة وهو مقتول ، وكان قد سمع بقوله : جوع كلبك يتبعك ، فقال : ربما أكل الكلب مؤدبه إذا لم ينل شبعه ، وأرسلها مثلًا يردده العامة منذ ذلك الحين .

العبرة من المثل : ألا تقلل من شأن التابعين ، وتعاملهم بفظاظة وغلظه ، فقد يصيبوك بما لم تحط به علمًا ، وما لم تتوقع أن يخرج منهم.

إقرأ أيضا:


0 vue0 commentaire

Comentários


bottom of page