بين الحرب والحب نزوة قابيل للروائية بلقيس الكبسي
_
برعاية كل من وزارة الثقافة، ورابطة كاتبات المغرب ضمن فعاليات معرض الكتاب الدولي بالدار البيضاء حفل توقيع رواية (نزوة قابيل) والمجموعة القصصية (عنيدة كالشمس) و ديواني (ثمة ورد يحترق) و(رائحة القرنفل) . يوم الاربعاء الموافق 13فبراير 2019م. جناح وزارة الثقافة من الساعة الثالثة حتى الرابعة. جناح رابطة كاتبات المغرب من الرابعة حتى الخامسة. مرحبا بكم جميعاً.. _____ كانت الكاتبة الأنيقة والصديقة العزيزة بلقيس الكبسي قد بعثت إلي من بلاد المغرب العربي بروايتها الجديدة (نزوة قابيل) والتي أصدرتها عبر دار الأمان 2018م، حيث كنت محظوظا جدا بقراءتها لأعيش أحداث بطلتها (توق) المصلوبة بين الحرب والحب، تلك الأحداث الدرامية الكثيرة، واللغة الشعرية الغنية والآسرة تجعلنا نعيش الرواية بتفاصيلها مع شخوصها التي استطاعت استنطاقهم ليسردوا تفاصيل ما يدور في الساحة العربية بشكل عام واليمنية بشكل خاص، فاستطاعت الكاتبة منحنا قدرا كافيا من التطهير، وما يلفت الانتباه هو أسلوبها الجديد والمبتكر في العنونة الداخلية لأجزاء الرواية، حيث أعطت العناوين بعدا فلسفيا مختلفا حملته بدلالات الزمن المختلفة جاعلة من الصبر واللهفة والشوق واليأس والحنين والفجيعة مدخلال لتفاصيل تلك الأجزاء. صراع عاشته بطلة الرواية (توق) مصلوبة بين حبها لابن عمها (ركان) والحرب التي غيبت أسرتها للأبد، حالة من التشظي والصراع النفسي العنيف عاشته الشخصية في ظل وجود شخصيات أخرى فاقمت أوجاعها وزادت من معاناتها في ظل تسلط (دهمة) وخيانة (راجي) وسطو (الجادري) وضياع أخيها (تاج). حيث تمثل (توق) شخصية الإنسان اليمني الذي فرضت عليه الحرب وضعا مأساويا فقد خلالها عائلته، فجعلته في مفترق طرق، ليدخل في عذاب وويلات فرضها أقرب الناس إليه والمتمثلة في شخصية (دهمة) التي لم يكن لزوجها (راجي) أي تدخل في كل انتهاكاتها وفضاعتها وسوء معاملتها لتوق، ليظهر الحب والأمل في شخصية (ركان) الذي يمثل المستقبل المنشود والمرتقب وبخاصة أنه كان قريبا جدا من بطلة الرواية لكن الحرب غيبته وأصبح ضبابيا لا نعرف عنه شيئا منذ مغادرته البيت، وكأننا أمام مستقبل غير واضح المعالم، أما (الجادري) الذي سطا على (تاج) أخو بطلة الرواية مستغلا فقده لذاكرته فقد كانت نقوده ونفوذه كفيلين بشراء المواقف وتقديم العروض والتي تضمن الاستمرارية والخروج بأقل الخسائر بغض النظر عن قناعة بطلة الرواية (توق) التي آثرت أن يعيش أخوها في كنف (الجادري) الذي ادعى أنه ابنه وأنه الناجي الوحيد من أبنائه التي التهمتهم الحرب دفعة واحدة، ليتحول (ريان) إلى مسخ متفجر جرته الأوضاع والظروف إلى نهاية تشبه شاكلته بعد أن أشبع أخته ضربا وإهانة وتحقيرا، وكفر القاصي والداني بسبب وبغير سبب، لتنتقم اخته هي الأخرى من نفسها بهروبها من نار عائلتها إلى نار رجل يكبرها سنا وبخاصة أن أبيها (راجي) قد تخلى عنهم وذهب ليستعيد رجولته مع امرأة أخرى، لتتوالى الأحداث التي تجعل من أمها (دهمة) امرأة مقعدة على كرسي متحرك بنصف جسدا لاغير. ما بين الحرب والحب عاشت هذه الشخصيات وكل أدى دوره المناط به في الحياة، فلا الحرب انتهت ولا الحب مات، فما بينهما نزوة لقابيل كررها الأحفاد بصلف منقطع النظير. لا أرى الكاتبة إلا موفقة فيما سرددته، وما أراها إلا بارعة في تخفيها خلف شخوص الرواية لتسكب كل غضبها وحنقها على هذه الحرب، موجهة سهام الاتهام لجميع الأطراف المسببة والتي باعت الوطن والإنسان، السياسيون الذين يمارسون السياسة وهم في وضع النجاسة والحقارة والدناءة لم يفهموا منها سوى كم باعوا وكم ربحو. رواية (نزوة قابيل) جديرة بالقراءة والاهتمام، لا يسعني إلا أن أرفع قباعتي إجلالا لكاتبتها التي أفرغت عليها من صدق المشاعر والتجربة الكثير، واعطتها من الاهتمام ما يظهر مظلومية الإنسان اليمني الذي ينشد الحب وأهله، ويلعن الحرب وأمرائها.
بقلم : ثابت القوطاري صنعاء/ اليمن
コメント