بيان تنديدي: حول تجنيد أطفال مخيمات تندوف بالجزائر للقتال
احتفاء بذكرى”اليد الحمراء”لمكافحة تجنيد الأطفال، في 12 من فبراير، المعلن عن إعلان دخول البروتوكول الاختياري لاتفاقية حقوق الطفل بشأن اشراك الأطفال في النزاعات المسلحة حيز التنفيذ، ينضم مرصد الصحراء للسلم والديمقراطية وحقوق الانسان إلى الفعاليات المنظمة عبر العالم لدق ناقوس الخطر إزاء ظاهرة تجنيد الأطفال.
في الوقت الذي يشترط فيه القانون الإنساني الدولي على الجماعات المسلحة اتخاذ تدابير لحماية المدنيين، بمن فيهم الأطفال، كحلقة أضعف إبان أوقات النزاع؛ لا زالت الإحصائيات الرسمية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة” اليونيسيف” تشير إلى وجود أكثر من ربع مليون طفل مجند على مستوى العالم، حيث لا يزال تجنيد الأطفال واستغلالهم من جانب الجماعات المسلحةيزداد بمعدلات مثيرة للقلق.
هذا الوضع الانساني الذي يسائل ضمائرنا، يجعلنا معنيين بشكل مضاعف إزاء طفولة مخيمات تندوف بالجنوب الغربي للجزائر التي تقع ضحية استغلال سياسي وعسكري من طرف البوليساريو، بعيدا عن أعين الرقابة الدولية.
فمنذ إقامة مخيمات تندوف بالجزائر، ما انفك مسؤولو تنظيم البوليساريو يعمدون الىتجنيد أطفال المخيمات واشراكهم في الأعمال العدائية والعسكرية وكذا الحربية، في انتهاك مباشر لمقتضيات اتفاقية حقوق الطفل وخصوصا المادة الرابعة من البروتوكول الاختياري لاتفاقية حقوق الطفل بشأن اشراك الأطفال في النزاعات المسلحة، حيث يتم الزج بالأطفال في أعمال البروباغوندا الحربية للبوليساريو وفي أعمال التخريب والبلطجة واستعمالهم كذروع بشرية.
البوليساريو اليوم تتحرك دون حرج رغم استغلالها العلني للأطفال، بما يشبه القفز المتعمد فوق هذا الوضع الشاذ والمتعارض مع مبادئ حقوق الطفل والاتفاقيات الدولية ذات الصلة؛ مما يدعونا أن نتساءل بحدة حول الفرق بين تنظيم البوليساريو وباقي التنظيمات الإرهابية في واقعة مجاهرتها باستغلال الأطفال وتباهيها بوجود مشتل احتياطي من حملة أفكارها، وهو ما وثقت له الفيديوهات التي تم توظيفها في الدعاية الحربية التي تظهر أطفالا ضمن استعراضات عسكرية وهي المشاهد التي تناسلت أكثر بعد تملص الجبهة من اتفاقية وقف إطلاق النار لسنة 1991 وإعلانها الحرب مباشرة بعد تأزيمها للوضع بالمعبر الحدودي الكركرات وعرقلتها لانسيابية حركة مرور السلع والأشخاص بذات المعبر.
للأسف، يواكب هذا الأمر الا إنساني في حق الطفولة بمخيمات تندوف، غفلة دولية لا تلتفت كثيرا لهذه الفئة عند الحديث عن بشاعة استغلال الأطفال داخل عدد من بؤر التوتر.
المجتمع الدولي اليوم ملزم بالتدخل لوضع حد لهذه الظاهرة، فمن المنافي للإنسانية أن يتم السماح للأطفال بالمشاركة في الحروب وتعريض حياتهم للخطر، بدلاً من حمايتهم وتقديم الخدمات التي تعنى بصحتهم ورفاههم البدني والنفسي وإشراكهم في أنشطة إيجابية لمستقبلهم، بما في ذلك التربية والتعليم والتكوين.
وعليه، فمرصد الصحراء للسلم والديمقراطية وحقوق الانسان؛ وهو يدين هذه الممارسات اللا أخلاقية والتي لا تحترم اتفاقية حقوق الطفل؛ يحمل تنظيم البوليساريو المسؤولية المباشرةعن هذه الجرائم والانتهاكات الممنهجة والتي لا زالتمستمرة لأزيد من أربعة عقود؛ كما نحمل دولة الجزائر كبلد مضيف المسؤولية الأخلاقية والقانونية تجاه ما يقع من فضاعات في حق أطفال المخيمات.
العيون: 12/02/2022
Comentários