قررت بوليڨيا ، أمس الإثنين، تعليق اعترافها بـ”جمهورية البوليساريو المزعومة” و”قطع جميع علاقاتها مع الكيان الوهمي” المعروف بجبهة البوليساريو. وجاء في بيان نشرته وزارة الخارجية البوليفية، أنها “قررت تعليق اعترافها ب”جمهورية البوليساريو المزعومة” وقطع جميع العلاقات الدبلوماسية مع البوليساريو”.⇓
وأكدت بوليڨيا أنها ستعتمد مبدأ الحياد البناء بخصوص النزاع حول الصحراء، وأنها “ستعمل على دعم الجهود المبذولة في إطار منظمة الأمم المتحدة، من أجل حل سياسي عادل ومستدام ومقبول من لدن الأطراف طبقا للمبادئ والأهداف التي ينص عليها ميثاق الأمم المتحدة”. وأبدت بوليڨيا في البيان عزمها على بناء علاقة متجددة مع المغرب تقوم على “الاحترام المتبادل للسيادة الوطنية والوحدة الترابية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدين”.
وتعمل الرئيسة الانتقالية للبلاد كارين لونغاريك، على إعادة صياغة السياسة الخارجية لبوليڨيا، عقب الإطاحة بالرئيس السابق إيفو موراليس.
وتولت لونغاريك منصبها في 14 نوفمبر2019، بعد رحيل موراليس، الذي استقال من منصبه بعد انتخابات مثيرة للجدل أجريت في 20 أكتوبر2019. ويعتبر اعتماد بوليڨيا لهذا الموقف ثمرة للتبادلات المكثفة والمثمرة بين وزارتي الشؤون الخارجية للبلدين منذ تولي حكومة جديدة للسلطة ببوليفيا في نونبر 2019.
وجاء هذا القرار ليكرس المرحلة الجديدة والدينامية المثمرة التي باتت تطبع علاقات المملكة المغربية مع مختلف بلدان أمريكا الجنوبية.
وحققت الدبلوماسية المغربية مؤخرا نجاحات مهمة، بعد أن أقنعت عددا من الدول بفتح تمثيلياتها الديبلوماسية في الصحراء المغربية.
وفيما يلتزم المغرب بدبلوماسية هادئة قائمة على احترام القانون الدولي والمواثيق الدولية والجنوح للسلم، يبقى الدعم الجزائري للجبهة الانفصالية واحدا من العوامل التي تأجج النزاع وتعرقل الجهود الدولية للتسوية.
وكان يعتقد على نطاق واسع أن تُراجع الجزائر موقفها من ملف الصحراء المغربية على وقع أشهر من الاحتجاجات الشعبية حملت معها ملامح تغيير في المواقف السياسية التي أثقلت كاهل الشعب لعقود، لكن النظام الجديد الذي يعتبره كثيرون استنساخا للنظام السابق لم يخرج من عباءة بوتفليقة.
وفيما كان الجزائريون ينتظرون تغييرات جذرية، تبدلت الوجوه وبقي النظام ومواقفه وسياساته على حالها.
وفي مؤشر آخر على سلبية الموقف الجزائري الرسمي، أعلن الاتحاد الجزائري لكرة القدم رفضه وتنديده بإقامة كأس أمم إفريقيا لكرة القدم بمدينة العيون في الأقاليم الجنوبية المغربية.
كما أكد الاتحاد الجزائري مقاطعته أيضا لاحتفالات الذكرى الـ63 لتأسيس ‘الكاف’ التي ستعقد على هامش اجتماع اللجنة التنفيذية المقرر في الثامن من فبراير/شباط المقبل بالمغرب.
وهذا الموقف ليس الأول في خضم مواقف جزائرية دافعة نحو التصعيد وعرقلة كل جهود التطبيع بين البلدين الجارين
إقرأ أيضا:
Comments