top of page
Photo du rédacteurAA

برنامج حديث الساحل: الوضع الميداني في مالي – تهديدات “بوكوحرام” في نيجيريا

منطقة الساحل مقبلة على تطورات خطيرة ستكون لها انعكاسات كبيرة وتأثيرات مخيفة على كافة دول المنطقة، ذلك أن المد السلفي الجهادي المتنامي في إفريقيا السمراء وانتعاش نزعات التجزئة والانفصال الفئوي لا يعرف الحدود ولن يقتصر حتمًا على مالي وحدها. بدأت الحرب الدائرة حاليًا في شمال مالي في أواسط شهر يناير/كانون الثاني 2012. ويُجمع المراقبون على أنها انعكاس مباشر لانهيار النظام الليبي الذي كان يعتبر الحاضنة الأساسية لمختلف الحركات الانفصالية في المنطقة، خاصة الطارقية منها، والتي كانت تنشط في مالي أساسًا وفي النيجر أحيانًا ولو بشكل أقل انتظامًا. كما أنها جاءت لتشكِّل حلقة متقدمة في مسلسل انهيار الدولة في مالي والذي بدأ تدريجيًّا منذ بداية العشرية الحالية بعد عودة الجنرال المتقاعد من الجيش، آمادو توماني توري، إلى الحكم إثر انتخابات الثاني عشر من مايو /أيار سنة 2002، حيث تميز حكمه بالمرونة إلى حد الهوان.

«بوكوحرام».. خطر جاثم على القارة السمراء

منذ القرن الـ13 وحتى دخول المستعمر أواخر القرن 19 وخروجه في 1960، كانت نيجيريا الواقعة في غرب القارة السمراء كأكبر دولة افريقية كثافة سكانية تعيش في هدوء وتعايش ديني بين سكانها الذين يمثل المسلمون فيها نسبة 50.3 في المئة ويمثل المسيحيون 48.2 في المئة.

فيما تتبع البقية ديانات أخرى، ومع مطلع الثمانينات من القرن الماضي طرقت الفتنة الدينية أبواب نيجيريا عقب ظهور حركة «القرآنيين» بزعامة محمد مرو الذي ادعى النبوة غير أنّ الدولة أضعفت حركته التي اتخذت من مدينة كنو مركزاً لها في العام 1981.

وكانت حركة مرو الشرارة الأولى للفتن الدينية في هذه الدولة لاسيما في ولاياتها الشمالية ذات الأغلبية المسلمة.

وفي ظل تلك الموجة من الفتن برز اسم محمد يوسف اثر خلافات ضربت جماعة التجديد الإسلامي التي تستند فكريا إلى حركة الإخوان المصرية، ليستقل محمد يوسف واتباعه بولايتي برنو ويوبي بعد ان استغل الروح الحماسية للشباب في الشمال اواخر الثمانينيات ليلتحق بجماعة ازالة البدعة وإقامة السنة فرع ولايتي برنو ويوبي وبقي معهم لمدة سبع سنوات، حيث تأثر في تلك الفترة بأفكار احد المتشددين من التشاد يدعى محمد علي.

ولعل ذلك، بحسب مراقبين، مثّل خطاً فاصلاً في مسيرة محمد يوسف التي أبرزتها أحداث 11 من سبتمبر، وانخداع الكثير من الشباب المتحمسين بأفكار زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن الذي اصبح قدوة لهم بمن فيهم محمد يوسف، من خلال أشرطة المناورات التي يقوم بها عناصر القاعدة التي كانت توزع على مدى أوسع بين اتباعه للاستفادة.

وفي ظل حالة الشحن تلك كون محمد يوسف جماعته واطلق عليها اسماً ظهر فيه التوفيق بين انتمائه الأول إلى جماعة الإخوان المعروفة بالخروج عن الحكومات ومعارضتها، وانتمائه لجماعة ازالة البدعة التي لا تحبذ الخروج على الحكومات.

أما عن تسمية «بوكوحرام»، فيقول الأستاذ في قسم الدراسات الإسلامية والشريعة في جامعة بايرو – كنو النيجيرية احمد المرتضى إن «بوكو حرام» كلمة مركبة تركيباً إسنادياً من اللغتين الهوسا والعربية.. فبوكو في لغة الهوسا تعني الدراسة النظامية على النمط الغربي.

وحرام بمعناها العربي المعروف، ويعني ذلك أن الدراسة المبنية على الثقافات الغربية حرام، باعتبار ان الدراسة بالنمط الغربي ادت إلى نشر الرذيلة ومسخ الثقافات القديمة.

وبحسب محمد يوسف زعيم الجماعة فإن دافعه لذلك ليس محاربة العلم وإنما علوم مدارس المنصرين ومناهج تدريسهم المقررة في المدارس والمعاهد وحتى العمل في الدوائر الحكومية، غير ان زعامة الحركة تضيق ذرعاً بتلك التسمية، بل ان احد قيادات الحركة وهو «شيكاو» يعتبرها تسمية محرمة.


0 vue0 commentaire

Commentaires


bottom of page