بعد سقوط فرنسا في يد الاحتلال النازي سنة 1939، قامت حكومة فيشي الموالية للنازية بسن قوانين مماثلة لقوانين ألمانيا النازية فيما يخص تجميع اليهود وإرسالهم إلى معسكرات الإبادة في كل من ألمانيا وبولونيا. رفض ملك المغرب آنذاك محمد الخامس الموافقة على القوانين النازية لحكومة فيشي، ورفض تسليم الرعايا اليهود لألمانيا، وقال حينها جملة الشهيرة “أنا لست ملك المسلمين فقط، وإنما ملك لكل المغاربة”. يتسم الوجود اليهودي بالمغرب بالقدم، ويرجح عدد من الدراسات أن قدومهم جاء في أعقاب خراب الهيكل الأول في عام 586 ق.م. وتوالت بعد ذلك الهجرات، وكانت أقواها ما حصل بعد ظهور علامات النفي والترحيل والطرد لليهود والمسلمين من الأندلس في 1492 والبرتغال في 1497.
ويقر اليهود قاطبة بأن المغرب استقبلهم وآواهم بمنطق متسامح، وقد قدر عدد اليهود الذين غادروا إسبانيا في 1492 بـ 200 ألف، منهم 100-120 ألف توجهوا نحو البرتغال، حيث لاقوا مصيرا مأساويا قبل أن يطردوا ويفر جزء منهم إلى البلاد الإسلامية في 1497، حيث كان يوجد أصلا 50 ألفا من اللاجئين.
ولم يكن الاستقرار اليهودي مسألة عابرة بل إن ملاحقة القوى الأجنبية لهم جعلهم يعددون مواطن استقرارهم واختلطوا مع القبائل الأمازيغية بالمغرب في الجبال حتى تهود أفراد من بعض القبائل.
وكان لقدم الاستقرار بالمغرب انعكاسات بالغة على طبيعة اليهودية المغربية، حيث أثرت خصوصية البيئة وتميز الوجود الإسلامي بالمغرب وما أفرزه من تبلور لسياق حضاري مغاير للسياق الحضاري الغربي الذي تبلورت من داخله الظاهرة اليهودية الصهيونية المعاصرة.
وفي دراسة عبد الوهاب المسيري عن “من هو اليهودي؟” يبرز أن الجماعات اليهودية في العالم طورت هويات يهودية خاصة بها، والتي تحددت في غياب سلطة يهودية مركزية، دينية أو دنيوية، وعبر الاحتكاك مع عشرات التشكيلات الحضارية ومن خلالها، وتتسم هذه الهويات باستقلال نسبي عن سياقها الحضاري، شأنها شأن هويات الجماعات الإثنية والدينية، ولكنها في الوقت نفسه لا تنتمي إلى هوية يهودية واحدة عالمية.
أصول اليهود المغاربة
ينقسم المغاربة اليهود “المغوراشيم” (ومعناها بالعبرية المطارد)، و”الطشابيم” الذين سكنوا المغرب قبل الفتح العربي الإسلامي. ترجع أصول الطشابيم إلى الأمازيغ الذين تحولوا إلى اليهودية وكانوا أصلا أبناء الأرض المغربية، أما المغوراشيم فهم اليهود الذين هربوا من إسبانيا (الأندلس) والبرتغال بعد طردهم من قبل “فرديناند وإيزابيلا” عام 1492.
خصصت جريدة الأهرام المصرة مقالا عن اليهود المغاربة
مشكور السيد سيمون سكيرة “SIMON SKIRA” على هذا المقال في جريدة الأهرام المصرية
SIMON SKIRA السيد سيمون سكيرة
Comentarios