كشف عبد الحق الخيام، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، عن التحاق مائة انفصالي من جماعة البوليساريو المسلحة بصفوف “القاعدة” في بلاد المغرب الإسلامي و”داعش” فيما بعد. وأوضح الخيام أن الارتفاع المفاجئ للعمليات الإرهابية المنفذة، سواء بليبيا أو تلك التي تم التخطيط لها في هذا البلد وتم ارتكابها بكل من تونس ومالي من قبل الجماعات الإرهابية، مصدرها ليبيا التي أضحت مركز استقطاب للجهاديين المتحدرين من المنطقة المغاربية، ومن جماعة البوليساريو. وتأتي معطيات المكتب المركزي المتخصص في الجريمة والإرهاب متزامنة مع الاستفزازات المتواصلة التي تقوم بها جماعة “بوليساريو” المسلحة، في المناطق العازلة، خصوصا في “بئر لحلو” و”تيفاريتي” و”المحبس”، وهو ما جعل المغرب ينذر هيأة الأمم المتحدة لإبعاد “بوليساريو” عن المنطقة الموجودة شرق منظومة الجدار الدفاعي المغربي. وأكد الخيام أنه منذ إعلان قيام ما يسمى بدولة الخلافة الإسلامية، قام هذا التنظيم بسلسلة من العمليات الإرهابية، التي عملت على تدمير العديد من البلدان، وهو ما استوجب التصدي له، والتجند والتعاون الدولي من أجل دحر هذا التنظيم الإرهابي، موضحا أنه لابد من التطرق للتهديدات الإرهابية بعد اندحار “داعش” وهزائمه المتتالية، وتشديد الرقابة عليه، خاصة أنه نقل مركز إدارته إلى ليبيا، ومناطق أخرى بغرب آسيا. وأوضح الخيام، في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي الذي رعته، مؤسسة مؤمنون بلا حدود حول موضوع “ما بعد داعش… التحديات المستقبلية في مواجهة التطرف والتطرف العنيف”، ألقاها بالنيابة، حبوب الشرقاوي، رئيس فرقة مكافحة الإرهاب في المكتب المركزي للأبحاث القضائية، أن المغرب وجد نفسه وسط تحديات في محيطه الإقليمي، أبرزها انتشار الجريمة المنظمة، وتجارة السلاح، والهجرة السرية، وكلها تعمل على توسيع دائرة انتشار الإرهاب، ولكنه مع ذلك استطاع بفضل مجهودات المكتب المركزي للأبحاث القضائية، من تحقيق نتائج مهمة وتجنيب المغرب الكثير من العمليات الإرهابية، مشيرا إلى خطورة النزعات الانفصالية في تغذية الظاهرة الإرهابية. وشدد الشرقاوي على ضرورة الاهتمام بليبيا التي تعد الآن المعقل الرئيسي لـ “داعش”، لأنه وجد في الفوضى وغياب المؤسسات في البلد، المجال الأوسع لنشر عناصره، من أجل استهداف المنطقة المغاربية وأوربا، موضحا أن القضاء عليه بالعراق وسوريا، لا يعني القضاء عليه بشكل نهائي، لأنه يعرف ولادة جديدة في مناطق أخرى، ولا أدل على ذلك من عمليات الذئاب المنفردة، التي ما زالت تستهدف العديد من البلدان، والتي راح ضحيتها العديد من المواطنين عبر العالم، وخاصة أوروبا. وأعلن الشرقاوي أن المكتب المركزي قام بتفكيك ما مجموعه 53 خلية إرهابية، و48 خلية لها ارتباط مباشر بتنظيم “داعش”، وذلك بفضل يقظة المغرب وانتباهه لخطورة الإرهاب منذ سنوات، واعتماده مبادرات استباقية، مشددا على الخطر الإلكتروني المستمر لهذا التنظيم، الذي يجند التقنيين والمهندسين الذين يحسنون استعمال التقنيات المتطورة من أجل تسويق صورة التنظيم، واستقطاب الأتباع. وأكد ممثل المكتب المركزي للأبحاث القضائية أنه يجب الاهتمام بالعناصر العائدة من التنظيمات الجهادية، لأن العنصر البشري كان ولا زال هو العنصر المهم في هذه التنظيمات، وهو ما يستدعي المراقبة المستمرة والتأطير والتعاون من أجل القضاء على الإرهاب، وعلى الأفكار المتطرفة، مشيرا إلى أن الإرهاب يجب أن يحارب بالفكر أيضا. وقال الشرقاوي: “الهدف من إنشاء المكتب المركزي في 2015 هو القيام بتحريات تحت إشراف النيابة العامة المختصة على ضوء معلومات استخباراتية لدحر أي خطر إرهابي في مهده، ومن أجل ذلك وضعت رهن إشارته وسائل لوجستيكية متطورة تمكنه من التصدي للتهديدات الأمنية الراهنة وموارد بشرية ذات كفاءة عالية تم تكوينها قانونيا بالمعهد الملكي للشرطة”، مع التركيز على احترام حقوق الإنسان، أثناء الاعتقال، وانتصار المقاربة الشمولية التنموية والروحية والتربوية.
top of page
bottom of page
Komentáře