top of page
Photo du rédacteurAA

المشهد السياسي الجزائري بين التهريج واستراتيجية الأرانب

مرشحون للرئاسيات يثيرون “السخرية” على مواقع التواصل الاجتماعي.

الترشح حق كل جزائري يستوفي الشروط القانونية، إلا أن بعض المقبلين على الترشح لا يملكون أي تجربة سياسية. وأصبح خيار بعض الشخصيات التي قررت الترشح لرئاسيات 2019 مادة دسمة على مواقع التواصل الإجتماعية التي صاحبتها تعاليق ساخرة بصور تم تركيبها بطرق تثير الانتباه والضحك في ان واحد .وشرعت هذه الشخصيات المعروفة بخرجاتها التي تحمل طابع” التهريج “او شخصيات غير معروفة اصلا توجيه دعواتها للمواطنين لجمع توقيعاتهم وكذلك تقديم برامج انتخابية على طريقة “كرنفال” كون غالبيتها برامج سحرية تقدم حلولا جافة لمشاكل حقيقية، حيث تعالج المواضيع الاجتماعية السياسية بطريقة تهكمية، وهو ما تجلى في أحد المترشحين، الذي توعد بانجاز اول طائرة طبيعية لديها اجنحة من التراب والتي يمكن من خلالها منافسة الولايات المتحدة الامريكية في صناعة الطائرات علاوة على الصحفي عمار شكار الذي رفض ان يكون ارنب سباق الرئاسيات حيث وصف نفسه ب”اسد “تحوم حوله حيوانات أليفة.


الغريب في الأمر لماذا هذه المنابر الإعلامية لاتقيم حوارات مع الأسماء الوازنة في إنتخآبات 2019


كما نجد احد عزيرة نصيرة من ولايات البويرة التي قالت بانها تناضل سياسيا بطريقة غير مباشرة ، وسي رابح شريف الذي قال ان الجزائر “هبلت وهملت” ولا احد يستطيع تسييرها من غيره .وما يثير الانبتاه ايضا طريقة تعامل وسائل الاعلام مع المترشحين فور سحب استمارة ترشحهم بوزارة الداخلية حيث ان معظمها اعطت حيزا كبيرا من الوقت لهؤلاء المترشحين وركزت في غالبية أسئلتها على نقاط يعجز المترشحين عن الاجابة عنها والبعض الاخر منها اسئلة تهكمية لاثارة السخرية وجعل المترشح يسوق لنفسه بطريقة هزلية .

ومن بين التعليقات عبر شبكات التواصل الاجتماعي نجد مثلا تعليق احد المواطنين بالقول ” اصبح الترشح لرئاسيات 2019 مثل لعبة حك تربح .. مع احتراماتي لكل من هو مؤهل للمشاركة في هذا الاستحقاق” كما نجد ايضا تعليق احد المواطنين الذي قال فيه “نفترض تقدم 120 مترشح للرئاسيات .. بمعني كل مترشح ملزم بجمع 60 الف توقيع بمعني 7.2 مليون توقيع في حين ان عدد الاشخاص الذين ينتخوبون لا يتدي عددهم 2 مليون ناخب”. النظام السياسي الجزائري وإعلامه عمدوا إلى تغذية التهريج السياسي لغرض في نفس… وتعد ظاهرة التهريج السياسي آفة الساسة وغيرهم من الفاعلين في المجتمع والدولة.يتم تحويل انتباه الرأي العام في الجزائر عن القضايا الهامة والتغيرات التي يقررها أصحاب القرار، والوضع المتأزم الذي تعيشه هذه الجزائر، عبر إغراق الناس بوابل من المعلومات التافهة وتشتيت اهتماماتهم عن القضايا الجوهرية والمشاكل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. ما يجعل اهتمامات الناس موجهة نحو مواضيع ليست ذات أهمية. وتعرف مثل هذه الخطوة باستراتيجية الإلهاء، فما المقصود بها؟

كشف الكاتب والمعارض الأمريكي ناعوم تشومسكي في مقال حمل عنوان «استراتيجيات التحكم والتوجيه والتضليل العشر»، والذي استند فيه على وثيقة سرية تحمل عنوان «silent weapons for quiet war» أي «الأسلحة الصامتة لخوض حرب هادئة» يعود تاريخها إلى عام 1979 وتم العثور عليها سنة 1986. وهي عبارة عن كتاب أو دليل يختزل الطرق التي تستعملها وسائل الإعلام العالمية للسيطرة على الشعوب عبر وسائل الإعلام. وللعود إلى مقال تشومسكي فإن هذا الأخير قد فضح مخططًا محكمًا يعود لبعض دوائر النفوذ العالمي من كبار الساسة والرأسماليين والخبراء من أجل التحكم في الشعوب، وذلك عن طريق عشر استراتيجيات أساسية تمثلت فيما يلي:

1- استراتيجية الإلهاء، 2- ابتكار المشاكل ثم تقديم الحلول، 3- استراتجية التدرج، 4- استراتجية التأجيل، 5- مخاطبة الشعب كمجموعة أطفال صغار، 6- استثارة العاطفة بدل الفكر، 7- إبقاء الشعب في حالة جهل وحماقة، 8 – تشجيع الشعب على استحسان الرداءة،– تحويل مشاعر التمرد إلى إحساس بالذنب، 10- معرفة الأفراد أكثر من معرفتهم لذواتهم.

0 vue0 commentaire

Comments


bottom of page