جاء قرار المغرب قطع علاقاته الدبلوماسية مع إيران نتيجة لدعم طهران عبر ذراعها العسكري في لبنان “حزب الله”، والتعاون الأمني والإعلامي والعسكري العالي المستوى بين الجبهة الانفصالية وبين الايرانيين، -جاء- بناء على معطيات دقيقة وخاصة ومؤكدة وفرتها أجهزة الاستخبارات المغربية الخارجية، بالتعاون التام مع وزارة الخارجية.
واستنادا لمصادر عليمة ، فقد جاءت تفاصيل العملية التي كشفت التواطؤ الإيراني مع جبهة البوليساريو بموافقة جزائرية على الشكل التالي:
سياق العملية
منذ وقف إطلاق النار 1991 بين المغرب والبوليساريو تغيرت معطيات سياسية وعسكرية غيرت ملامح الصراع في منطقة الصحراء حيث تغيرت أنظمة الحكم الشيوعية الداعم الاول للجبهة وضعفت الأنظمة في دول أخرى ككوبا وسقوط أنظمة أخرى كالنظام الليبي وإلغاء دول أو على الأقل تجميد الاعتراف بالكيان الوهمي كل هاته المعطيات حتمت على البوليساريو والجزائر على البحث عن داعمين جدد وعلى خبرات عسكرية جديدة فكانت الوجهة ايران باعتبار النموذج الايراني الاقوى في التكوين والتدريب في مجال الحرب المدنية وحرب العصابات وكانت ايران في المقابل تريد موطئ قدم في الشمال الافريقي ونشر المذهب الشيعي بالجزائر وضمان صوت في جامعة الدول العربية ضد الحملة السعودية ضد الحوثيين والرفض العربي للنظام الأسدي في سوريا وبالتالي تلاقت المصالح بين الطرفين على حساب الأمن القومي المغربي. الرصد الاستخبارتي طبعا هاته المعطيات والتحليلات لم تخفى على رجال الاستخبارات المغاربة ومع توفر معلومات عن بعثات سميت “#انسانية” بين البوليساريو وحزب الله اتضح اكثر من ذي قبل نوايا الايرانيين. ومع قيام السلطات المغربية باعتقال القيادي الأول في مالية حزب الله في افريقيا المدعو قاسم تاج الدين أعلن الحزب صراحة عداءه للمغرب ونيته تدفيع المملكة المغربية ثمن هذا “الصيد الثمين .
فكان التحرك المغربي على أربع نقاط أساسية تمثلت في مراقبة 4 نقط.
مراقبة النقطة A : وهي البعثة الديبلوماسية الجزائرية في طهران المتواجدة بشارع “زمين ايران” وهو شارع رئيسي بشمال مدينة طهران ويوجد داخل مجمع سكني مخصص لعناصر الحرس الثوري وهم نخبة الجيش الايراني ولا يبعد عن مقر وزارة الدفاع الايرانية وقيادة الحرس الثوري سوى 15 كلم مما استدعى مراقبة مقر السفارة التي سوف تعرف اجتماعات تنسيقية بين الجزائريين والايرانيين حول مختلف الجوانب اللوجستية والتكوينية صعوبة المراقبة تكمن في طبيعة المجتمع الايراني المحافظ والمنغلق وبالتالي لا يستطيع اي فرد اجنبي التوغل داخل الساحة الايرانية والقيام بعمل استطلاعي مما يستوجب تنجيد عملاء محليين والايرانيين يسهل تنجيدهم .
مراقبة النقطة :B وهي الساحة اللبنانية التي عرفت تنسيق بين عناصر النخبة في جبهة البوليساريو امثال “الطالب عمي ديه” وهو قائد الناحية العسكرية الخامسة في البوليساريو منطقة بير الحلو وبين بعض عناصر حزب الله هذه الاجتماعات ولكي تتم في ظروف امنية سرية تم عقدها في مكاتب السفارة الجزائرية في لبنان الكائنة اصلا بشارع الجناح بالضاحية الجنوبية لبيروت حيث مقرات والحاضنة الشعبية لحزب الله وبالقرب من مقر اذاعة NBN TV وهي قناة تابعة لتيار نبيه بري الشيعي حليف حزب الله في لبنان وهنا المخابرات المغربية عملت على تقييم الوضع بالتعاون مع اجهزة مخابرات دول في المنطقة لاستبيان هويات عناصر حزب الله ودورهم العسكري في الحزب للتمكن من معرفة مدى استفادة الجبهة من هذا التكوين.
مع: المصدر
Comments