المسلم هو الذي يعبد الله في هدوء دون ان يمنح نفسه حق المراقبة والمتابعة لسلوكيات الآخرين تاركاً الخلق للخالق وبين الإسلامي الذي نصب نفسه رقيباً على الخلق بحكم موقعه الحزبي او السياسي او بحكم انتمائه لجماعة ما، في اطار التعليق على هذا التفريق بين المسلم والاسلامي هذا تمييز جميل فعلاً وله اساس عقائدي، فالمسلم الحق هو الذي يؤدي اركان الاسلام الخمسة بان يشهد بان لا إله إلا الله وان محمداً رسول الله ويقيم الصلاة ويؤدي الزكاة ويصوم رمضان ويحج البيت اذا استطاع اليه سبيلاً، والمسلم صاحب سلوك قويم.
اما كلمة الاسلامي فتقال عادة للمسلم الذي ارتبط بالسياسة في الآونة الأخيرة فأخذت عقيدته ابعاداً اخرى.
والاسلامي يرى نفسه المستحق للدارين دار الدنيا ودار الآخرة وهو ينظر لنفسه بانه المتفرد بكل ما هو خير فاطلق العنان لنفسه وسعى للنيل من المختلف عنه في افكاره رغم ان هذا المختلف معه هو في النهاية مسلم يصلي ويصوم مثله تماما وربما أفضل منه وهذا يخالف صحيح الدين لان الله سبحانه وتعالى ترك المشيئة للبشر حتى في الايمان به فقال تعالى »فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر« وقال مخاطباً نبيه »لست عليهم بمسيطر«، وقال ايضاً »افانت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين« ومع هذا ترى الاسلامي يجب ان يسيطر على الاخرين ويفرض وصايته عليهم ويتهمهم بازدراء الدين وقد نصب نفسه متحدثاً رسمياً باسم الدين،
لابد ان تتسع قلوبنا وعقولنا للاختلاف لكن الاسلاميين من اتباع التيارات الاسلامية يعطون لانفسهم صك الغفران وهذا ما اشتم فيه رائحة القرون الوسطى والتخلف ولهذا لابد ان نعيد حساباتنا ونفرق بين ما هو لذات الدين وبين توظيف الدين لذاتنا.
Comments