جحافلالبوليساريو تروج لهذه الصورة و تعتبرها نصرا دبلوماسيا لهم، البعض للأسف انساق وراء هذه الدعاية و أصبح يردد أن هذه الصورة اعتراف مغربي بهم…
نوفل البعمري
– لنعد اولا للحدث الأمر يتعلق بمشاركة مغربية في تنصيب الرئيس البنمي الجديد، المشاركة المغربية كانت ممثلة في رئيس الحكومة، و هو بذلك يقوم بمهمة دبلوماسية وطنية،قرائتنا لها لا يجب أن تكون متأثرة بالموقف السياسي من الحكومة او من حزب رئيس الحكومة، بل على العكس من ذلك وجب التمييز بين الاختلاف او التدافع السياسي في قضايانا المرتبطة بتدبير الشأن العام و هو امر مطلوب، و بين العمل الدبلوماسي الوطني الذي قد تقوم به الحكومة سواء من طرف رئيسها أو وزير خارجيتها…. الذي يحتاج لدعمنا لهم خاصة في لحظات الهجوم عليهم من طرف الخصوم لأنه لو لم ينزعجوا لما هاجموا رئيس الحكومة او أي مسؤول آخر او حتى ناشط في الملف.
– بنما كانت قد سحبت الاعتراف من الجبهة و أعادت الاعتراف بهم سنة 2016، هل هذا يعني أن نقطع علاقتنا معهم؟؟
القائل بهذا الرأي يدفع بدولة بنما أو بغيرها من الدول إلى أن ترتمي في “حضن” الخصوم لأننا سنكون قد سهلنا على الخصوم الترويج لأي أطروحة و رأي او موقف يريدون في غياب الموقف و الصوت المغربي، و هو ما سيضعف حجتنا أمام بنما و امام اي دولة أخرى قد تكون لها علاقة بالبوليساريو سواء ككيان او كتنظيم.
– المغرب منذ سنة 2015 غير من سياسته اتجاه الخارج و اتجاه العالم،و تحول من سياسة دبلوماسية منكمشة الى سياسة دبلوماسية مخترقة لما كان يعتبره خصوم المغرب “بقلاعهم” و هجومية اتجاه مختلف الأطراف و هو ما ساعدها على تحقيق اكبر المكاسب على الصعيد الأفريقي و الإقليمي و الاروبي و الأممي، من العودة إلى الاتحاد الأفريقي إلى توقيع اتفاق شراكة مع الاتحاد الاروبي يدعم فيه الحكم الذاتي.
– المغرب لم يستفد شيئا من المقعد الفارغ بل كان لهذه السياسة تأثير سلبي عليه و على قضيته الوطنية، و كان إعادة ترتيب هذا الأسلوب واحد من الانعكاسات الإيجابية على مواقف مختلف الدول الصديقة منها و من كامن تصنف في خانة أعداء الوحدة الترابية، و الكثير من الدول اعادت صياغة موقفها من الملف و جعلته في اسوء الحالات ملائمة و مطابقا لقرارات الأمم المتحدة بذلك ربحنا دفع الكثير من الدول إلى اتحاد موقف الحياد الايجابي في الملف.
– من تجربة العلاقة مع السلفادور و حضور المغرب لتنصيب رئيسها إلى جانب ابراهيم غالي الدرس الذي يجب ان نستفيده منه، حضر ابراهيم غالي لحفل التنصيب و حضر معه المغرب و تم تسويق الأمر كما يسوق اليوم، لتسحب السلفادور اعترافها من الكيان الوهمي و تصحح الخطأ التاريخي الذي ارتكبته، من يدري فغذا او بعد غذ تسحب بنما اعترافها و تحدو جدو باقي البلدان التي راجعت مواقفها و علاقتها مع الكيان الوهمي.
– قد يكون مفهوما الحالة النفسية التي يتواجد عليها البوليساريو و حواريي التنظيم، ممن هللوا للصورة، فهم لم يعد لهم أي عمل يقومون به غير التقاط الصور، الاتحاد الأفريقي بعد أن كانوا يصولون في الاتحاد الافريقي ها هم اليوم محاصرون فيه، و بعد أن كان الاتحاد الأفريقي يصدر سنويا قراراته و تقاريره ضد المغرب و تطالب بتعيين مبعوث خاص لها للصحراء “الغربية”… اليوم تصدر قرارات محايدة و داعم للحل السياسي و للأمم المتحدة.. الاتحاد الاروبي وقع اتفاقية التبادل الفلاحي و الصيد البحري مع المغرب بصحراء، الأمم المتحدة تطالب بحل سياسي واقعي،و هو المتجسد في الحكم الذاتي، روسيا لم تصوت قد ضد المغرب في الأمم المتحدة رغم المعاملات التجارية الكبيرة مع الجزائر، الولايات المتحدة الأمريكية و رغم وصول جون بولتون الذي ابتهجت بتعيينه البوليساريو كمستشار للأمن القومي لترامب،لم يصرح قط بما يفيد أنه ضد المغرب و لك يقم بأية خطوة قد تحسب الخصوم بل على العكس و في عهده جل مسودات قرار مجلس الأمن التي تعدها الإدارة الأمريكية كانت إيجابية و لصالح المغرب… من عليه أن يقلق هم الخصوم، ليس نحن.. لأنه لم يعد لهم بتسويق انتصارات وهمية غير التقاط صور يتيمة، فتلجبهة اليوم تعيش اسوء ازمنتها و تنذر يحلها و نهايتها، وضع مأساوي في المخيمات، اختناق حقوقي و انتهاكات جسيمة بالجملة. هروب فردي و جماعي من المخيمات اتجاه المغرب و دول الجوار،فشل سياسي للجبهة،عدم قدرتها على عقد مؤتمر، شباب يتحدى الخوف بالمخيمات و أصبح يجهر بانتفاضته… لذلك فهذه الصور هي دليل على اختراق المغرب لمجال دبلوماسي و جغرافي كان محفوظا لهم، و أصبحنا نزاحمهم فيه بل نقض مضجعهم في عقر دارهم.
“عقدت مساء أمس لقاء مع الرئيس الجديد لجمهورية بنما لورونتينو كورتيزو.وأبلغته تهنئة جلالة الملك، وإرادة المغرب في تطوير العلاقات.وشكر الرئيس البنمي من جهته المغرب على المشاركة في حفل التنصيب، وأبدى تفهمه لانشغال المغرب بقضيته الوطنية الأولى كما عبر عن حرصه عل متابعة الحوار السياسي.”رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثمانى
Comments