الجزائر: إعتقال الوزير السابق و منافس “طبون” في الانتخابات الرئاسية الأخيرة عز الدين ميه
إعتقال الوزير السابق و منافس “طبون” في الانتخابات الرئاسية الأخيرة عز الدين ميهوبي.
قالت تقارير إعلامية جزائرية إن الوزير السابق ومرشح الانتخابات الرئاسية الأخيرة عز الدين ميهوبي ممنوع من السفر للخارج بقرار من القضاء، على خلفية تحقيقات قضائية لها علاقة بالفترة التي أشرف فيها ميهوبي على وزارة الثقافة بين عامي 2015 و2019.
وقال موقع صحيفة “النهار” إن الوزير السابق عز الدين ميهوبي ممنوع من مغادرة التراب الوطني، في إطار تحقيقات تم فتحها، دون أن تقدم تفاصيل كثيرة عن القضية التي بسببها تقرر منعه من السفر، موضحة أن القرار يشمل أفرادا من عائلته، وأن قرار المنع الذي صدر منذ 3 أيام، جاء بالتزامن مع تحقيقات فتحتها فصيلة الأبحاث للدرك بباب جديد بالعاصمة، لها علاقة بملفات فساد بقطاع الثقافة.
وبدت مفارقة أن موقع “النهار” هو من ينقل هذا الخبر عن مصادر بالتزامن مع إعلان الصحيفة التوقف عن الصدور ورقيا بسبب الضائقة المالية بعد قطع الإشهار الحكومي عنها وسجن مديرها أنيس رحماني، فيما اعتبره ملاحظون “عقابا” لها على دعم عزالدين ميهوبي في الانتخابات الرئاسية الأخيرة والتهجم على الرئيس الحالي عبد المجيد تبون بـإيعاز، كما تردد من واسيني بوعزة، القائد السابق لجهاز الأمن الداخلي في الاستخبارات، الذي اعتقل مؤخرا بعد إقالته، والذي أشيع في الكواليس بأنه كان من أكثر الداعمين لوصول ميهوبي إلى رئاسة الجمهورية برغم أن أحمد قايد صالح قائد الأركان الراحل الذي عينه، كان يدعم تبون. واللافت، حينها، أن ميهوبي لقي دعم حزب جبهة التحرير الوطني، حزب السلطة الأول، إلى جانب حزب التجمع الوطني الديمقراطي، حزب السلطة الثاني، الذي كان يرأسه ميهوبي حينها خلفا لرئيس الوزراء السابق أحمد أيحيى، الذي يوجد في السجن.
ويأتي الكشف عن قرار منع ميهوبي من السفر في اليوم نفسه الذي أمر فيه قاضي التحقيق بمحكمة بئر مراد رايس بالعاصمة، بإيداع المنتجة والمسؤولة السابقة بوزارة الثقافة، سميرة حاج جيلاني، الحبس المؤقت بسجن الحراش، وذلك بعد الاستماع إليها بخصوص تهم تتعلق بسوء استغلال النفوذ والوظيفة، وتبييض الأموال، وتبديد أموال عامة، وتحويل رؤوس أموال إلى الخارج بطرق غير شرعية.
وكانت فرقة البحث والتحري للدرك الوطني على مستوى باب جديد بخصوص الأموال التي تم رصدها لتمويل فيلم “الداي حسين”، والذي أسند لشركة الإنتاج التي تملكها حاج جيلاني، ولم ير النور بعد، كما أن المنتجة التي سبق أن كانت مديرة بوزارة الثقافة والتي تولت أيضا إدارة مكتب قناة “خليفة تي في” في الجزائر حصلت في السنوات القليلة الماضية على عديد المشاريع في مجال الإنتاج، وكانت أيضا مسؤولة عن حملة المرشح عز الدين ميهوبي في الانتخابات الرئاسية الأخيرة.
ويربط بعض المراقبين بين وصول سيف التحقيقات إلى ميهوبي وبين سقوط القائد السابق لجهاز الأمن الداخلي في الاستخبارات واسيني بوعزة. ورغم الشبهات التي كانت تحوم حول صفقات قطاع الثقافة حتى في فترة حكم الرئيس السابق، إلا أن المسؤول الأول عن قطاع الثقافة في ولايته الأخيرة لم يكن أبدا منزعجا، وحتى لما بدأت التحقيقات في الفساد بعد استقالة بوتفليقة، وبدأ كبار المسؤولين في عهده يستدعون إلى المحكمة العليا ثم يحولون إلى السجن، كان ميهوبي غير قلق، بل كان يرى أن له حظوظ في أن يكون رئيسا للجزائر في الانتخابات الرئاسية الأخيرة.
Kommentare