” الإعلام بين الحقيقة والإشاعة : عملية الكركرات نموذجا ” ؛ عنوان مداخلة الحسن لحويدك
” الإعلام بين الحقيقة والإشاعة: عملية الكركرات نموذجا “؛
عنوان مداخلة الحسن لحويدك
رئيس جمعية الوحدة الترابية بجهة الداخلة وادي الذهب .
في الملتقى الوطني الثاني حول”الصحافة ، الإعلام وقضية الصحراء المغربية” الذي ترأس افتتاح فعالياته السيد عامل صاحب الجلالة على إقليم القنيطرة الأستاذ الفاضل فؤاد محمدي ؛ أمس الجمعة 27 نونبر 2020 برحاب جامعة ابن طفيل بالقنيطرة ، هذا الملتقى الذي كان مميزا بكل المقاييس نظمته النقابة الوطنية للصحافة المغربية ،المكتب الجهوي القنيطرة ،بدعم من عمالة القنيطرة وبشراكة مع رئاسة جامعة ابن طفيل والمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بالقنيطرة ؛ تحت شعار : ” القضية الوطنية ، انتماء والتزام” ؛
نص المداخلة :
الحمد لله وحده واطهر الصلوات وازكى السلام على من لا نبي بعده .حضرات السيدات و السادة الاكارم الاماجد كل واحد باسمه و صفته و الاحترام الواجب في شخصه الكريم .سلام من الرحمن موصول بالرحمة .
بادى ذي بدء اتوجه بخالص صادق الثناء للجهات المنظمة لهذا الملتقى الوطني الثاني الهام الذي يتزامن مع مستجدات وتطورات عرفتها قضية النزاع الإقليمي المفتعل حول الصحراء المغربية في الآونة الاخيرة ، والذي يتمحور حول”الصحافة ، الإعلام وقضية الصحراءالمغربية” الذي تنظمه النقابة الوطنية للصحافة المغربية ،المكتب الجهوي القنيطرة ،بدعم من عمالة القنيطرة وبشراكة مع رئاسة جامعة ابن طفيل والمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بالقنيطرة ؛ تحت شعار : ” القضية الوطنية ، انتماء والتزام”، وهي فرصة مباركة اعطتني صلة الرحم مع هذه الوجوه الخيرة النيرة ، والحديث عن واقع ما يجري في الشريان الحيوي للمعبر الحدودي الكركرات مع الجارة الشقيقة الجمهورية الاسلامية الموريتانية ، الذي اصبح يعرف انسيابية تنقل الاشخاص والبضائع ، بعد ان اعاده، دون احتكاك مع المدنيين، الجيش المغربي البطل، عملا وتنفيذا للتعليمات الملكية السامية لقائدها الاعلى و رئيس اركان الحرب العامة جلالة الملك محمد السادس، نصره الله و ايده ، فضمن ، بانشاء حاجز امني، حرية الحركة و التنقل المدني والتجاري و الامن والاستقرار ، ليضع بذلك حدا لفوضى واستفزازات قطاع الطرق بايعاز من خصوم الوحدة الترابية للمملكة .واذا كان المبدا الجوهري والمحوري بل المرجعي في الممارسة الاعلامية التي تحترم اخلاقيات مهنة السلطة الرابعة ، التي هي مهنة المتاعب لكنها نبيلة و شريفة ، هو ” الخبر مقدس و التعليق حر ” ، فان الاعلام و اقولها صراحة الاعلام الجزائري و بتوجيهه لاعلام صنيعته البوليساريو ، يقوم مسعورا، لاسيما بعد مكاسب مقتضيات التقرير الاممي الاخير ، والإشادة الدولية المتواصلة لمبادرة الحكم الذاتي الجادة كتسوية نهائية للخلاف الإقليمي المصطنع حول معربية الصحراء ، ومكاسب الديبلوماسية الباهرة للمملكة، مع المنحنى التصاعدي لفتح قنصليات دول افريقية وعربية بالعيون والداخلة بالصحراء المغربية، بالإضافة إلى جمهورية هايتي التي قررت فتح قنصلية عامة لها بمدينة الداخلة ، وبذلك يكون هذا البلد الكاريبي أول بلد غير عربي وغير إفريقي يفتتح قنصلية بالصحراء المغربية ، وهي مرشحة للارتفاع ، هذه المنجزات الدبلوماسية المتتالية انضاف لها نزيف توالي سحب الاعترافات بالكيان الوهمي الذي يقوم بحملة دعائية ( Propaganda ) مسعورة ومبالغ فيها لخلق واقع وهمي يرفع من المعنويات المهتزة للخصوم ، لاعتبارات تدركونها تمام الادراك ، و لا داعي للخوض فيها امام الحيز الزمني المخصص لكل مداخلة .سيداتي سادتي:في مداخلتي المتواضعة سأتناول موضوع ” الإعلام بين الحقيقة والإشاعة : عملية الكركرات نموذجا ” ، وساركز ، كاحد ابناء جهة الداخلة وادي الذهب التي عرفت مسرح احداث معبر الكركرات و هي بوابة المغرب نحو عمقه الافريقي، سأركز ، باذن الرحمن ، على حقيقة ماجرى و يجري في واقع التغطية الاعلامية لهذا الحدث البارز .واسمحوا لي بداية ان اضعكم سيداتي سداتي في الصورة لهذا المعبر الذي يتواجد على الحدود المغربية التي تربطه بالجارة الجمهورية الإسلامية الموريتانية الذي وضعه المغرب تحت تصرف الامم المتحدة لنشر عناصرها التابعة لبعثة المينورسو لمراقبة عملية اتفاقية وقف إطلاق النار عام 1991 ، بالإضافة إلى المنطقة الشرقية للحزام الأمني المتاخمة للحدود الجنوبية الشرقية للمغرب مع الجزائر ، حيث اخترقت جبهة البوليساريو الانفصالية خرق وقف إطلاق النار ، وذلك منذ 2016، حينما قامت بعرقلة حركة المرور في المعبر، واغلقته ، معرضة حركة عبور ومرور الأشخاص واصحاب الشاحانات المحملة بالبضائع إلى الضياع والضرر، كما انتهكت حرمة المناطقة الموجودة شرق الحزام في بئر لحلو وتيفاريتي ، وأقامت فيها تجمعات وانشطة مخالفة في تحد سافر لوقف إطلاق النار.وعلى إثر هذه الاستفزازات نبه المغرب مرارا لهذه الخروقات والانتهاكات ، وأحاط الأمانة العامة للامم المتحدة بهذه التصرفات الطائشة ، فصدرت توصيات الأمين العام الأممي بضرورة سحب البوليساريو لكل عناصرها من المنطقة مع إلزامها بالحفاظ على طبيعة الوضع القائم ، وهو الموقف الذي زكته قرارات مجلس الامن الدولي في هذا الإطار .وبعد توجيه عدة رسائل إلى المنتظم الدولي تندد بخروقات البوليساريو ، تصدى المغرب بحكمة بالغة ليؤمن المعبر الحدودي ، بتدخله العسكري العقلاني السلمي، وهو ما جعله يحصد تأييدا واسعا من طرف المجتمع الدولي ، فانقلب السحر على الساحر ، فسقطت البوليساريو في المحظور لتعلن عن تنصلها من اتفاق وقف إطلاق النار ، مهددة بشن الحرب ضد المغرب، وهو الأمر الذي تحفظ عليه المغرب مبرزا استمرار إلتزامه باتفاق وقف إطلاق النار، وفي الوقت نفسه يحتفظ بحق الرد والتصدي لكل من سولت له نفسه المس بوحدته الترابية وسيادته الوطنية .وبذلك هزمت البوليساريو ميدانيا وسياسيا بتحملها مسؤولية خرق اتفاق إطلاق النار وعدم احترامها الشرعية الدولية .وعلى الصعيد الاقتصادي ، واعتبارا للموقع الاستراتيجي بالنسبة لمصالح العديد من الشركاء الأفارقة والاوروبيين ، اعاد المعبر الحدودي المغربي الكراكرات أنشطته التجارية والإنسانية ، كاحد الشرايين الاساسية لتعزيز مبادئ التعاون جنوب – جنوب على اساس قاعدة رابح – رابح .ايها الحضور الكريم .اود ان اذكركم انه امام التعتيم الاعلامي الكبير فان اعلام العدو يستمد مادته الخبرية ليس من الميدان و لكن من توالي بلاغات عسكرية ، هدفها التمويه والتضليل و الحرص على تجييش العواطف و در الرماد في عيون من باعوا لهم الوهم وعاشوا مع السراب ، بنشر اخبار دعائية كاذبة و مضللة ، تصنع وهم انتصارات لا تحيا الا في مخيلتهم ، من قبيل بلاغ عسكري للعدو يتبجح فيه بتنفيذ هجمات ضارية استهدفت العديد من المواقع كمنطقة المحبس . وقد قامت قناة الجزيرة القطرية بنقل تلفزي مباشر في عين المكان بالصوت والصورة ، جسد الامن و الهدوء والاستقرار الذي عبرت عنه و زكته ساكنة المنطقة المعنية ، لتفند و تكذب مزاعم وافتراءات خصوم الوحدة الترابية والوطنية للمملكة .و اسمحوا لي ان اشير لمثال من الامثلة التي تثير السخرية ، و هي ان العدو استعمل جهاز الدرون الموجود في الاسواق العادية ، والشبيه بلعب مناسبة عاشوراء ، يتم قصفه واسقاطه بسهولة من طرف افراد القوات المسلحة الملكية البواسل والاشاوس ، في الوقت الذي تتوفر فيه بلادنا على قمرين صناعيين لرصد و مراقبة اي تحرك في الميدان .ومن الاشاعات والمعلومات المغلوطة التي يروجها اعلام خصوم الوحدة الترابية ان من كانوا “يحتجون” بمعبر الكركرات يمثلون مبادرة مدنية ، في الوقت الذي تبين ، بما لا يدع مجالا للشك ، انهم كانوا ميلشيات مؤطرة ، بطريقة قطاع الطرق، من طرف شرذمة البوليساريو لعرقلة الحركة والتنقل المدني والتجاري ، بدعم وسند من النظام الجزائري ، و هي حقيقة كشف عنها و فضحها المراسلون الصحافيون المغاربة الذين أمنوا تغطية التطورات الأخيرة في المنطقة العازلة من الكركرات ، بعد التدخل الحازم و الحاسم للقوات المسلحة الملكية ، و قد نقلت الاطقم الصحافية من المكان عينه ، بالصوت والصورة ، مخلفات الخيام التي أحرقها عناصر ميليشيات “البوليساريو”، قبل أن يطلقوا سيقانهم للريح فارين على اعقابهم ،وهم يطوون فيافي الصحراء .ان بعثة الصحفيين الاعلاميين المغاربة الذين عاينوا مكان الخيام ، التي حرقتها ميلشيات الانفصاليين ، وجدوا فيها فؤوسا، وعصيا حديدية ، ولوحات ترقيم جزائرية ، و اشياء اخرى تنم عن نوايا تخريبية وليس احتجاجا سلميا . و كل تلك المؤن والمعدات اللوجيستية فضحت المزاعم المغرضة لما سماه الاعلام المضلل لخصوم الوحدة الترابية بالطابع المدني والعفوي لهذا المخيم ، ذلك أن النقل اللوجستيكي لما تم الوقوف عليه لا يمكن ان تناط بمهمته الا منظمة عسكرية ، لاسيما ان ذلك تم عبرمسافة جد طويلة وشاقة في طريق وعرة المسالك ، انطلقت من مخيمات تندوف ، لتحط رحالها بوسط الصحراء.و جدير ذكره ، سيداتي سادتي ، ان خرائط حقول الألغام ، التي عثر عليها بدورها ، وسط الخيام المحروقة ، تكشف أيضا عن تورط الميليشيات في تنظيم هذا التسلل إلى المنطقة العازلة ، في تحد سافر للقانون الدولي وانتهاك صارخ لاتفاق وقف إطلاق النار.أيها الحضور الكريم :غني عن الذكر و البيان ان اخواننا واخواتنا ابناء و بنات الصحراء المغربية لهم توجه وحدوي ، و غالبية المحتجزين قسرا من اخواننا في المخيمات يتحينون الفرص للالتحاق باخوانهم وأبناء جلدتهم ، في وطنهم الام الذي يرحب بهم تلبية للنداء الملكي السامي” ان الوطن غفور رحيم “.. ان الوطن يحتاج لكل أبناءهوبناته في وطن واحد موحد يجتمع فيه الشمل ، وتتكاثف فيه الجهود الجماعية لتعزيز بناء الصرح التنموي في ظل القيادة السديدة والرشيدة لامير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، حفظه الله و رعاه .
شكرا لكم على متابعتكم و سخي انتباهكم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
Comments