15 سنة نافذة !! هذا ما نطقت به المحكمة العسكرية بالبليدة بالجزائر في حق الأمينة العامة لحزب العمال الجزائري.
لم يكن في الحقيقة أمرا مفاجئ و لي اليقين أن لويزة حنون و رفاقها بحزب العمال يعلمون جيدا ان هذا الحكم ، ذي الطبيعة السياسية المحضة، جاء بشكل متناسب مع مواقف قيادة الحزب المنخرطة و المساندة للمجرى الثوري لجماهير الشعب الجزائري. هذه الجماهير التي لم تنل منها حملات الاعتقالات التعسفية و التضليل و الوعود و الوعيد التي تطلقها الطغمة الحاكمة التي على رأسها الجنرال قايد صلاح. ليس لهذا الحكم الجائر من معنى سوى تأكيد عمق أزمة النظام البالي و الفاسد و مدى تصدع أركانه بفعل الإصرار الثوري للجماهير المنتفضة منذ يوم 22 فبراير الماضي. إن فشل إرادة النظام في فرض انتخابات رئاسية شهر يوليوز الماضي و كذا عزم و حزم الأغلبية الساحقة، مدعومة من طرف قوى البديل الدمقراطي، إفشال موعد دجنبر المقبل الذي قرره قايد صالح هو محرك هكذا حكم سياسي مملى عبر الهاتف. الجماهير الشعبية الجزائرية لن ترضى أقل من مجلس تأسيسي منتخب حر و سيد، جمهورية جزائرية ثانية، و هذا ما نادت به لويزة حنون بشكل صريح خلال حملتها الانتخابية لرئاسيات 2014، كما خاض الحزب حملة تواصل و جمع توقيعات للمطالبة بالدعوة لانتخاب مجلس تأسيسي حر وسيد منذ أواخر سنة 2018. من يريد تلطيخ صورة السيدة لويزة حنون بادعاء تآمرها مع المخابرات الفرنسية ضد بلدها الجزائر هو بليد يستغفل عقول الناس و جهلهم، لكنه لن يفلح في مسح صفحات التاريخ المشرف للسيدة و لا أن يخفي آلاف التقارير و البلاغات و البيانات التي صاغتها او ساهمت في وضعها أو وقعت عليها السيدة لويزة حنون ضد الاستعمار و التدخل الأجنبي في شؤون الدول و ضد الحروب الاستعمارية مهما كان مسوغها. وحدة و استقلال و سيادة الجزائر كانت عقيدة السيدة لويزة حنون الأولى و موقفها الغير قابل للتفاوض أو التنازل أو المساومة. و هذه هي المواقف التي يخشاها من أمر باعتقالها و تشويه سمعتها و صورتها لدى الجماهير. 15 سنة من السجن النافذ هي إكليل إضافي على راسك نفخر به سيدتي، هي وسام شرف إضافي على صدرك. يعتقد السجان انه يعبر عن قوته و صلابته بهكذا قرار و نعلم نحن أن ذلك ليس سوى تعبير عن مدى ارتجافه و خوفه أمام عزم و حزم الثورة الجزائرية المستمرة. الحرية لك سيدتي و دام شعب الجزائر الثائر حرا سيدا و موحدا.
ความคิดเห็น