top of page
  • gherrrabi

عداء الجزائر للمغرب: وثيقة تفضح عقدة ثقافية وبقايا "الحرب الباردة"



مسألة العداء الجزائري للمغرب أبعد بكثير من يكون عداء نابعا عن مصالح اقتصادية أو سياسية أو حتى ترابية التي يمكن حلها جميعا ببضع جلسات ووساطات أو باللجوء إلى القانون والمؤسسات الدولية إن اقتضى الأمر. ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تأخذ كل هذا الوقت، الذي يزيد عن أربعين سنة وأكثر من العداء والكراهية والخناق على الشعبين وعلى شعوب المنطقة ككل.

المشكل يكمن في وجود قيادة جزائرية تنتمي إلى عهد الحرب الباردة، والتي وجدت نفسها أمام مهمة تدبير شؤون دولة فاقدة لذاكرتها، لتاريخها ولهويتها، وطبعت على قلبها ثقافة الاستعمار وتراثه الذي ترسخ في البلاد جراء العقود الطويلة من جثومه على قلوب الجزائريين منذ العثمانيين إلى الفرنسيين.

أزمة هويّة

الإشكال الكبير يكمن في الهوية الثقافية بمدلولها العام. الإشكال قائم بين أمة حافظت على تراثها وثقافتها في كل المجالات، بما في أدنى أنماط العيش كاللباس وطرق الطبخ.ذكّرني هذا بالمسلسل التّلفزيوني القديم الذي قدّمه المؤلّف أنور عكاشة "أرابيسك"، والذي يحكي قصّة رَجُل وزوجته على قدر كبير من الثّقافة يشترون قصر كبير، ويريدون أن يصنعوا منه تحفة معماريّة من ديكورات ضخمة ومميَّزة، وقطعوا شوطا كبيراً إذ عملوا قاعة من العصر الفرعوني، وأُخرى من العصر اليوناني وغيرها من العصر الرّوماني والقبطي، وأرادوا أن يصنعوا قاعة من الأرابيسك فلجأوا لحَسَن أرابيسك الذي كان دوره أن يُنشىء الهويّة العربيّة للقصر، فما كان منه إلّا أنْ دمّر القصر كلّه تدميراً عن قصد، فقد أراد أن يخلق هويّة جديدة بعيدة عن التّراكمات السّابقة، فحطّم القصر ليبدأ من جديد.

كلما أنجز المغرب إنجازا في عدد من المجالات تجد الجزائريين يقلدون المنتوج، ويسيرون في طريق المملكة بدون شعور.

١٤٠ مشاهدة٠ تعليق

コメント


bottom of page